قسم الاستشارات / مع أ . أروى العوهلي

إستشارة في أمر يخص إبنتي المراهقة ذات الأربعة عشر عاما”

الإستشارة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
وبعد التحيه والسلام 
انا أم حنين لدي إستشارة في أمر يخص إبنتي المراهقة حنين ذات الأربعة عشر عاما”
ف ابنتي حنين فتاة جميلة وذكية ومتفوقة دراسيا” ولله الحمد ، لكن في السنتين الماضيتين طرأت على حنين تغيررات كثيرة جدا لم اعرف سببها ولكن لم اعر  ذلك الأمر اي إهتمام  الا بعد ان أستمر الأمر معها أكثر من أشهر وزاد ذلك التغيرعلى مستواها الدراسي ف بعد أن كانت متفوقه في المدرسة لاحظت إهمالها لدروسها وواجباتها وتراجع في درجاتها النهائية، في البداية عللت ذلك التغير الي الاضطرابات الفسيولوجية التي تمر بها الفتاه في هذا العمر فترة البلوغ ومايصطحبة من تغيرات نفسية على المراهقة لكن لم يكن التغير فقط في المدرسة بل اصبحت ابنتي منطوية ومنعزله في غرفتها حيث عالمها الخاص واصدقاءها في وسائل التواصل الإجتماعي لاتفاجأ انها تدير حساب لأحد المشاهير تقوم بتجميع أخباره ووضع الصور والفيديوهات وعمل تصاميم لذلك المشهور الذي ينتمي الي فرقة كورية ولم يتوقف التعلق والهوس بها الي ذلك الحد بل انشأت صفحة على الفيس بوك تحت مسمى فانز (الفرقة الكورية)
وعندما رأيت الأمر يزداد سوء بعد تقليد ابنتي لهم في حاكاة طريقة لبسهم وقص شعرهم وحتى اللغة اصبحت تتكلم اللغه الكورية وتحاول الحديث مثلهم وطريقة عيشهم لاحظت بتأثرها الشديد بهم ، عندما ناقشتها وحاولت ايقاف تلك السخافه لأجد ابنتي تدافع عنهم بشراسه بحجه انهم فرقة لديها أهداف وقيم ايجابية تؤثر على الكثير ليس فقط على المراهقين فهم ينادون بالسلام والحب والمساواة بعيدا عن العنصرية وانهم ساعدو الكثير للنهوض من جديد وزع الأمل بين المكتأبين ومن كانوا يعانون من الفشل وغير ذلك. هم سبب السعاده والتغيرر لأشخاص كثيرين حول العالم . 
منعتها كثيرا من متابعتهم والجري وراء اخبارهم دون جدوى وهددتها بأخذ الموبايل واي جهاز يمكنها الدخول من خلاله الي الإنترنت اذا لم تتوقف عن ذلك الهوس والجنون. 
أفيدوني كيف أتصرف معها ،جزاكم الله خير الجزاء
حل الإستشارة :
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله اختي أم حنين
شكرا” لك  على ثقتك بنا وبإذن الله نرشدك للحل الصحيح. 
في البداية ماتمر به إبنتك أمر طبيعي تمر به كل فتاه في مرحلة المراهقة من اعجاب بفنان او لاعب وغير ذلك ليس فقط في وطننا العربي بل في جميع أنحاء العالم يوجد بالدول الأوربية والمنفتحه ايضا” التعلق بالمشاهير وتقليدهم وارتداء ملابسهم واي شي يحمل شعارهم فهي ظاهرة قديمة ومنتشرة في جميع الازمنه والبلدان، ولكن في عصرنا هذا نراها منشرة بصورة أكبر في ظل توفر قنوات التواصل والإنترنت ووجود التقنيات الحديثة جعلتهم ينفتحون على العالم الخارجي بسهولة ، ذلك العالم الافتراضي الذي يأسر الكثير من المراهقين من الجنسين  الذكور والإناث ولكنه يكوم بنسبة اكبر عند المراهقات بسبب ميولهن العاطفية وطبيعة الفتاه التي تميزها  عن الشاب .
كذلك اصبح الوصول الي المشاهير اسهل ومتيسر للمعجبين والمعجبات بانتشار وسائل التواصل الإجتماعي ووجود مواقعهم وصفحاتهم وصورهم على الفيس بوك والانستقرام وغيرها مما ساعد المراهقين على تتبع اخبارهم ومحاكاتهم  تقليدهم بلبسهم ومظهرهم.الى الآن لا يوجد خطورة في ذلك
لكن يجب أن لايتعدى هذا الإعجاب عمر المراهقة  فبعد عمر العشرين يصبح الإعجاب والتعلق بعد عمر العشرين مرض نفسي يجب علاجة حتى لايؤثر سلبا” على مستقبلهم. 
اما قبل ذلك فهو أمر طبيعي لمثل عمر ابنتك التي ستكبر وتتذكر تلك الفترة وماكانت تفعله فتصبح ضمن ذكريات المراهقة في يوم من الأيام. 
عزيزتي ..ان لجوء المراهقة الي حب المشاهير والتعلق بهم بشكل مهوس انما يأتي من وراء الفراغ العاطفي الذي تشعر به المراهقة  ومحاوله لفت الإنتباه بتقليدهم وطريقة كلامهم ايضا. بسد ذلك الفراغ 
كذلك بسبب الإختلاف الفكري والفارق العمري بين الآباء والأبناء جعلتهم لايحسنون التصرف في مواجهة هذه الأمور، وعدم تفهم الظروف التي يمرون فيها الأبناء واحتياجاتهم واهتماماتهم فهم جيل مختلف عنا تماما” هيأت له وسائل التواصل عبر الإنترنت تداول كل شي بشكل اسرع وأكبر. 
لذلك يجب احتواء المراهق ومتابعته من بعيد دون أن يشعر بالتحكم والتسلط  وانتهاك الخصوصية من الآباء بالاهتمام والحرص فقط .
شاركي ابنتك هواياتها قاسميها ماتحب ولا تتذمري من تعلقها بهذه الفرقة اوغيرها لان ذلك سيزعجها وسيجعها تتمسك أكثر بمتابعتهم ف المراهق اكثر عناد من غيرة وقد تعتبر ذلك تحديا” لها ان منعتيها من متابعتهم  .،
فلا يجب المنع التام ولا التجاهل التام فتكون العواقب أسوأ. 
حاوري ابنتك اجلسي معها اخبريها انك لاتمانعينها من متابعت اغانيهم واخبارهم ولكن دون أن يؤثر ذلك على مستواك الدراسي أو ان تكون تلك الفرقة هي قدوتك وصب تأثرك فهم مجرد مغنين نستمع اليهم دون محكاتهم اوتقليدهم فهم من بيئه مختلفة وعادات وثقافة مختلفه عن مجتمعنا الإسلامي لا يجب التعلق بهم ومحاكاتهم في طريقة لبسهم اوعيشهم.
وبالنسية لتعلم لغتهم شجعيها على ذلك واخبريها انك سعيده يتعلمها اللغه الكورية واكتسابها مهارة جديده فهذا شي إيجابي. 
ف المراهقين  يسعدون جدا بمن حولهم  عندما يشاركونهم اهتماماتهم  التى نراها صغيرة وسخيفة احيانا وهي في نظرهم أمور عظيمة وخارقة.
لننظر باعينهم وبعاطفتهم لنتفهمم ونحتويهم ولايكونون بحاجه لقدوات وأشخاص بعيدين كل البعد عن قيمنا ومجتمعنا الإسلامي المحافظ. 
حمى الله أبنائنا وحفظهم من كل سوء آمين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى