قسم الاستشارات / مع أ . أروى العوهلي

زميلتي الفضوليه تتهمني أنني سيئه

الإستشارة:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اقدم لكم إستشارتي هذة متمنية ان اجد منكم حلا لها .

انا ( ل_ع) طالبة في الثانوية العامة، مستواي الدراسي ممتاز ولله الحمد علاقتي جيدة جدا بمعلماتي وزميلاتي واحظى بسمعة طيبة وثناء دائم على مستوى المدرسة بفضل الله ،
ولكن هناك مايزعجني كثيرا في الفصل فهناك بعض الطالبات من زميلاتي المتطفلات لديهن الكثير من الفضول يتدخلن في ادق التفاصيل ويريدون ان يعرفوا كل شي لايعنيهم ،
لدرجة انني عندما استلم التقرير الشهري للدراجات يسألنوني بحشرية دعينا نرى درجاتك وتقييمك الشهري ، وهذا يزعجني كثيرا .
فانا احب التكتم والخصوصية بكل شي يخصني ،
لا احب ان افصح عن درجاتي او مايدور بخاطري او اشياء تخصني ، واريد من حولي ان يحترموا هذه الخصوصية ولا يتدخلوا فيما لا يعنيهم .
ف انأ لم أسأل اي منهم عن درجاتها او عن حياتها وخصوصيتها او هواياتها وماذا تفعل واين تذهب كما يفعلون معي،
وفي احد الأيام طلبت مني زميلتي (س) ان تطلع على مذكرتي وتقرا اسراري وعندما رفضت اتهمتني اني اخبأ شي سيء لا اريد ان يعلمه احد واتهمتني اتهام باطل .
كل هذا لاني منعزلة واريد ان يكون لي حياتي الخاصة واني اتحفظ على الكثير من تفاصيل حياتي .
ارشدوني كيف اتخلص من هذة الفئه المتطفلة واوقف حشريتهم عند حدها .
وجزاكم الله خير الجزاء.

حل الإستشارة:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

حياك الله ابنتي العزيزة ( ل_ ع)
شكرا لثقتك في اخذ الاستشارة من قبلنا ، سائلين المولى عز وجل ان نوفق في اعطأئك المشورة باذن ألله تعالى.

لا شك ابنتي أن المحافظة على الخصوصية الشخصية والأسرية من عوامل الاستقلال الشخصي والأسري، والشخص المتزن يحرص على حفظ تفاصيل حياته وعدم نشرها، إلا أن الحرص على حفظ الخصوصيات لا يعني عدم الإفصاح إطلاقاً عن بعض المعلومات البسيطة التي تيسر تكوين العلاقات مع الآخرين، إذ أن حجب المعلومات بالكلية يجعل الشخص في موضع استفهام من قبل المحيطين به، ويكون دائما محاط بالغموض والشكوك ، كما يجعل حياته مثار فضول، إذ لا يتمتع الجميع باللياقة الكافية التي نتوقعها لمراعاة رغبتنا بالخصوصية، ولذا الكتمان الكامل له آثار سلبية مثل الانفتاح الكامل فهما وجهان لعملة واحدة من حيث أنهما يعرضان الشخص ليكون في بؤرة الاهتمام وضغط الآخرين لمعرفة التفاصيل أو مزيد من التفاصيل. كما أن الحرص على حفظ الخصوصيات قد يختلط أحياناً مع مفاهيم أخرى كالعزلة عن التواصل مع الآخرين وتبادل الحوارات معهم، فالتواصل مع الآخرين مهم ومفيد في اكتساب خبرات جديدة ومهارات جديدة أبسطها القدرة على مقابلة الناس والتحدث معهم بتلقائية دون وجل أو خوف في مختلف الموضوعات العامة وغير الخاصة.

لا بأس يا ابنتي من الإفصاح عن بعض المعلومات المعتادة مثل : عدد أفراد أسرتك، أسمائهم، هواياتك، برنامجك نهاية الأسبوع، مثل هذه المعلومات لا تسبب حرجاً ولا تجعلك مثار فضول لزميلاتك، وكذلك يمكنك تكوين علاقات مع زميلاتك في الفصل تكون ممتعة لك ومسلية وتتبادلون فيها الأحاديث والنقاشات حول موضوعات مشتركة. والابتعاد عن التكتم الذي هو في غير موضعه.
اما فيما يخص زميلتك (س) التي اتهمتك اتهام باطل أنصحك بعدة أمور:
– حاولي التواصل مع بقية زميلاتك بشكل معقول ومناسب، ولا يشترط قضاء وقت طويل معهن، لكن تحية صباحية وحوار لطيف وقصير يكفي. لازالة ذلك الحاجز الذي وضعتية بينك وبينهم .
بما ان المضايقة وقعت من زميلة داخل المدرسة استشيري المرشدة – أو معلمة مقربة لك – في مدرستك حول الموضوع ، يفترض أنها ستساندك وستتخذ إجراءات حيال مابدر منها.
ستجعل الوضع أكثر راحة بالنسبة لك.
. أخيراً ،، اعلمي ابنتي أن البشر ليسوا سواء هناك انماط كثيرة وشخصيات مختلفة التفكير مختلفة الثقافة، لذلك تفهمي تلك الأنماط والنفسيات وكيف تتعاملين مع الفضولين وغيرهم ، خصوصا انك في المرحلة الثانوية ومقبله على ابواب الجامعه، ستواجهين مثل هذه الشخصيات لذا من الذكاء التدرب على تقديم الإجابات الدبلوماسية عن الأسئلة المحرجة حتى لا تتعرضي لتركيز من قبل الآخرين مستقبلاً، والإجابات الدبلوماسية لها مكونين رئيسين: معلومات بسيطة لا يضرك الإخبار عنها حسب ثقافة أسرتكم وتعليماتها، وردود لبقة تنهي النقاش وتصرف انتباه واهتمام الشخص الفضولي، وهذه تكتسبينها تدريجياً مع الوقت والتجارب .
وفقك الله وسددك خطاك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى