الإستشارة؛
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اطرح عليكم مشكلتي علي اجد منكم الحل والمساعده .
فأنا موظف بشركة قطاع خاص ومتزوج منذ ١٩ عاما ولدي ولدان وبنت ،
مشكلتي بدات حين قررت الشركة ابتعاثي الي احد الدول الاوربية لمدت عامين بمقابل مادي جيد ضعف الراتب تقريبا ،
فرحت كثيرا بهذا الابتعاث وتاملت منه تحسين لوضعي المادي من اجل اسرتي ،
وبالفعل سافرت مع زوجتي وابنتي وابنائي ،وهنا حدثت الصدمه وماكان بالحسبان ،
فبعد مرور شهرين تذمرت زوجتي من الوضع وقررت الرجوع الي الوطن بحجه انها لا تقوى على غربة اهلها ووطنها ووظيفتها ، ولم تتاقلم بالعيش في اوربا كذلك ايدتها ابنتي كذلك وقررت العوده معها للالتحاق بالجامعه ، فالدراسة هنا صعبة جدا وترى ان مستقبلها الجامعي بالوطن افضل ،
حاولت ان اثنيهم عن قرار العوده وان يبقوا معي ولو لسنه واحده خصوصا ان الاولاد ناسبهم البقاء هناك وفضلوا البقاء معي على العوده مع والدتهم.
ولكن دون جدوى فزوجتي وابنتي غادروا بالفعل الى ارض الوطن.
لأ تفاجأ بطلبات زوجي الكثير التي لم تكن بالحسبان ، ومنها توفير سكن للعيش فيه هي وابنتي كذلك مطالبات بمصاريف الجامعه شهريا .
لأجد نفسي امام مسؤوليات والتزامات لم تكن بالحسبان ، دفع ايجار منزلين الاول باوروبا والاخر في بلدي مقر سكن زوجتي وابنتي وكذلك مصاريف الدراسة والمعيشه لهما معا .
مع العلم ان زوجتي موظفه وراتبها جيد ولكنها امتنعت عن دفع مصاريف السكن والمعيشة بحجه ان هذه مسؤليتي كزوج واب وليس من واجبتها هي الإنفاق على ابنتي.
وحينما طلبت منها مشاركتي في المصروف وانها هي من اختارت العوده وتكبدنا بكل تلك المصاريف ، غضبت واصرت على الطلاق اذا كنت لااستطيع ان اصرف عليها ،
فأنا الان اواجه مشكلتين ؛ الاولى فراق ابنتي وزوجتي والثانية مشكلة المسؤليات المادية التي حملتني اياها زوجتي ساعدوني ماذا افعل؟
حل الإستشارة:
و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله أخي المغترب و أسأل الله لكم العون و السداد و التوفيق ، أشعر بك كثيرا وأشعر بألمك مابين غربة و ابتعاد عن الاهل والوطن.
أحييك كثيرا عل صبرك و تفانيك و حبك لعائلتك ، أحييك على شعورك بالمسؤلية وخوفك ظلمهم نحوك، هذا كله دليل رجولتك و شهامتك ،أما علاج مشكلتك فأقول متوكلة على الله سائلة إياه التوفيق
فإني كنت أود سؤالك عن
هل طلقتها ثلاثا؟
ما سبب عدم صبرها؟
ماذا قدمت لها لتصبر؟
هل درست الموضوع جيدا و أستشرتها فيه؟
كيف كانت نفسيتك و اهتمامك بصحتك تلك الأيام؟ و كيف أنت الآن؟
كثير من الأسئله تدور بخاطري ولكن :
١- إن كنت قد طلقتها أولم تطلقها ثلاثا، فما من مانع أن تحاول بكل حب أن تراجعها كزوجة ، و تعود العائلة كما كانت، وتبحث عمن يصلح بينكما.
٢-قد يكون عدم صبرها هو أنك لم تستشرها في ترك وظيفتها واهلها ووطنها، أو كنت فضاً معها بسبب ظروفك المتعبه.
٣-الآن إهتم أنت بنفسك و بصحتك النفسية ، حتى تستطيع أن تستقر نفسيا ثم بعدها تفكر بما تصنع من أجل عائلتك فكر بتأني حتى لاتندم على اي قرار تتخذه بعجله دون تفكير وتروي.
٤- أما النفقة فقد اتفق العلماء على أن الوالد تجب عليه نفقة أولاده الصغار الذين لا مال لهم حتى يبلغوا الحلم.
واتفقوا ايضا على أن الوالد يلزمه نفقة أبنائه العجزة من الذكور والإناث حتى يستغنوا كبارا كانوا أو صغارا .
و أقول أيضاً والنفقة على الأولاد ، تشمل المسكن والمأكل والمشرب والملبس والتعليم …. وكل ما يحتاجون إليه ، وتقدر بالمعروف ، ويراعى فيها حال الزوج ؛ لقوله تعالى : ( لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا ) وهذا يختلف من بلد لآخر ، ومن شخص لآخر .
فإذا كان الزوج غنياً فالنفقة على قدر غناه ، أو كان فقيراً أو متوسط الحال فعلى حسب حاله أيضاً ، وإذا اتفق الوالدان على قدر معين من المال ، قليلاً كان أو كثيراً ، فالأمر لهما ، وأما عند التنازع فالذي يفصل في ذلك هو القاضي .
حاول ان تساير زوجتك وتتفق معها على مساعدتك بجزء من المصاريف ولو تتحمل جزء من مصروف السكن وقتيأ الي ان تعود للبلاد ،
وتتحمل انت باقي المصاريف.
أسأل الله لك العون و السداد و التوفيق و الحياة السعيدة الهانئة
وان يفتح بين قلبك وقلب زوجتك امين .
