قسم الاستشارات / مع أ . أروى العوهلي

انا شاب في السنة الثانية من الجامعة واريد ان اعف نفسي بالزواج وحينما اخبرت والدتي تفاجات كثيرا ولم تؤيد الفكرة ارشدوني كيف اقنع اهلي برغبتي بالزواج

الإستشارة:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اطرح عليكم مشكلتي متمنيأ ان اجد لديكم الحل السريع ،
انا شاب في السنة الثانية من الجامعة ، محافظ على فروضي ولله الحمد.
ولكني كأي شاب لي هفوات ونزوات ، واريد ان اعف نفسي بالزواج بعيدا عن النظر الحرام ،
فكما تعلمون كثرت الفتن في وقتنا هذا من خلال البرامج والمواقع المحرمة .
لذلك قررت ان اعف نفسي عن ذلك الطريق بالزواج حتى لا انجرف الي طريق الحرام والعياذ بالله .
وحينما اخبرت والدتي ان لدي رغبة يالزواج ، تفاجات كثيرا ولم تؤيد تلك الفكرة السابقة لوقتها فأنا طالب لا استطيع تحمل مسؤلية او فتح بيت ، لذلك لم تكن فكرة الزواج مناسبة لوالدتي بل على العكس جاءت صادمة لها.
وحين عاودت الإلحاح لوالدتي لانت قليلا ووافقت بشرط ان تخطب لي ابنت خالتي ، مع العلم اني لا اريدها ولا افكر بها كزوجه فهي لاتناسبني ابدا ، ولكن والدتي ترى انها هي الوحيده التي يمكن ان توافق على الارتباط بي بحجة انني مازلت طالب ، وسيكون ذلك خطبة فقط الي ان انهي دراستي الجامعية بعد ثلاث سنوات.
لم يكن ذلك حلا لمشكلتي ف الانتظار ثلاث سنوات أمر تعجيزي ، وكأن والدتي تريد ان تهدأني قليلا بعد ان اثقلت عليها بالإلحاح .
ماذا افعل كيف اقنع والدتي اني ارغب بالزواج الآن فعلا ، وليس مجرد خطبة ، هل اكلم والدي في موضوع الزواج ليحسم الامر ، فوالدي مقتدر ماديا ، فلن تكون الماده عائق ، انما الزواج في سن مبكر ، خصوصا ان لدي اخوة اكبر مني لم يتزوجوا بعد ،قد يكون ذلك امر مثير للاستغراب في العائلة، ارشدوني كيف اقنع اهلي برغبتي بالزواج .
وجزاكم الله خير الجزاء

حل الإستشارة:

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

لقد قرأت رسالتك حول رغبتك الملحة في الزواج إحصانًا لنفسكِ من الوقوع في المعاصي ،
إن الوسائل المعينة للبعد عن الذنوب والمعاصي لا تقتصر على الزواج، لايجب ان يكون الحل لديك الزواج لمجرد الرغبة فقط ، فقد يتزوج الإنسان ويبقى في كرٍ وفرٍ على الذنب والمعصية في أشكاله المتعددة من الممارسة والنظر والسماع وغيره، وجميل منك أيضًا أن تدرك من خلال استمرارك على الذنوب خطورة هذا الأمر على دينك واستقامتك.

و أعظم وسيلة للحفاظ على دينك هو من خلال طلب العون من الله بالتضرع له والالتجاء إليه بأن يثبتك على الحق والاستقامة على الدين، واعلم بأن الصلاة خير علاج لذلك يقول الله عز وجل:{ إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر}
الواحد منا إذا لم يجد هذا الأثر بعد الصلاة، فإنه يجب عليه أن يعيد النظر في صلاته، فالله يخبرنا بأن الصلاة تنهانا عن الفحشاء والمنكر، ولا شك في ذلك، فالصلاة خير دواء للعلاج من الذنوب والخطايا .
،
ولو اقتصرت على هذا العلاج طلبًا للسلامة من الذنوب والمعاصي لكَفَتْكَ.
ومن الأمور المعينة على البعد عن المعاصي الصيام ( صيام النافلة ) كصيام يومي الأثنين والخميس والأيام البيض من كل شهر، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ منكُم الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ)
فاحرص على أن تعالج نفسك بالأدوية التي ذكرتها سابقًا.
أما مشروع الزواج، فأنا أؤيد الزواج المبكر للشاب وإن كنت قادرًا على أن تتحمل تبعات الزواج من تكاليف ماليه وغيرها فافعل ولا تتأخر، فالزواج فيه إعفافٌ للشاب، ويعزز في نفسه الإحساس بالمسؤولية، وإن كنت تواجه رفضًا من والدتك، فحاول أن تتحدث معها في وقت تكون فيه مستعدة للإنصات إلى رغبتك، وأدخل في الموضوع من ترى أنه يؤثر على والدتك.
هذا ما أشير عليك فيه بشأن مشكلتك، واتمنى ان لاتكون فكرة الزواج والارتباط لديك لمجرد الزواج فقط ، ف الزواج مسؤلية وبداية حياه جديدة مع شريك جديد وليس رغبة واحتياجات فقط ، يجب ان تكون مستعد لبناء اسرة وبيت وتحمل المسؤلية والا يجب عليك اعاده النظر ، ولاتخطي هذه الخطوة الا وانت على اتم الاستعداد للزواج ،وااطلب من والدك ان يساعدك ويقنع والدتك في ذلك طالما انه مقتدر ماديا ويستطيع ان يسندك ويساعدك في حمل تكاليف الزواج .
اخيرا أسأل الله أن يسهل أمرك، ويفرج همك، وينفس كربك. ويوفقك لما يحب ويرضى، اللهم آمين

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى