قسم الاستشارات / مع أ . أروى العوهلي

لااعتبرها مشكلة فقط بل كارثة !!!

الإستشارة :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد التحية والسلام اقدم لكم مشكلتي في الحقيقة لااعتبرها مشكلة فقط بل كارثة ، لانها تخص ابني المراهق ذو الثلاثة عشر عاما ، وهو الاوسط بين اخواته الاربعه.
ولدية بعض المشاكل داخل المنزل وخارجه فهو في المنزل كثير المشاكل معي ومع اخوانه يضربهم ، ويتلفظ عليهم ويهدد بالخروج من المنزل .
وفي يوم عند عودته من المدرسة اخذت ملابسه للغسيل فوجدت سيجارة بجيب القميص !

وعند سؤالي له عن سبب وجود السيجارة ومن اين له، ولماذا اخذها انكر في البداية وعند تهديدي له بان اخبر والده اعترف وقال انه قد اشتراها من مصروف المدرسة ووعدني بعدم تكرارها ، وفي اليوم التالي تم الاتصال علي من قبل ادارة
المدرسة.
ليخبرونني بضرورة أستدعاء والده للمدرسة، لأنهم وجدو معه علبة دخان يتقاسمها بين رفقائة،
انجدوني قبل ان يضيع ابني مني بسبب رفقاء السوء وهل اخبر والده؟ ام ماذا افعل؟

حل الإستشارة:
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد:
.
نشكر لك اهتمامك بمتابعة سلوك ابنك ونثمن لك ذلك ” وهذا دليل إتباعك لحديث الرسول صلى الله عليه وسلّم عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ – رضي الله عنهما – أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: “كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، فَالإِمَامُ رَاعٍ ، وَهْوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالرَّجُلُ في أَهْلِهِ رَاعٍ ، وَهْوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ …ِ.” أخرجه البخاري ومسلم. 

أختي الكريمه يلاحظ أن ابنك يمر بمرحلة المراهقة الأولى والتي يحددها علماء النفس من سن 11-14 سنة، حيث يمر المراهق بتغيرات بيولوجية ، وجسدية ونفسية سريعة، وقد يتسم البعض بالسلوك العدواني ليس على الأهل والآخرين بل حتى على أنفسهم، فالتمرد والعناد والعصبية وربما إثارة مشكلات مع إخوانه أو ضربهم كل ذلك أمر متوقع منه حيث يسعى إلى إثبات الذات ورفض أية سلطة تحد من حريته واستقلاله، فهو يمر بمرحلة الإرباك فيبدأ يفكر بضرورة الاستقلالية والتحرر من قيود الوالدين وتسلطهم والاعتماد على النفس وإذا لم يجد من يفهمه ويعي الظروف والمرحلة التي يمر بها ويحسن التعامل معه ، فقد يقع في براثن رفقة سيئة تفقده الكثير لا قدّر الله.. فهو بحاجة إلى الانتباه والاهتمام والتفاهم بحاجة إلى تكوين علاقة حب وحنان وصداقة معه كي تستطيعي كسبه ومن ثمّ التأثير عليه، حيث أن العقاب ولغة التهديد والوعيد دون استنفاذ طرق وأساليب الحوار في رأيي الخاص لا تجدي مع هذا الجيل، حيث ملامح شخصيته وتركيبته النفسية والفكرية والاجتماعية والذاتية تختلف إلى حد كبير عن أبناء جيلك، فهذا الجيل له خصوصية معينة، فهو يعيش في عصر سريع التغيير في كل مناحي الحياة، محاط بمنظومة هائلة من المتغيرات التي تجعل أسلوب وطريقة التعامل معه مختلفة، لذلك أرى ضرورة التقرب منه أكثر ومحاولة الجلوس معه على انفراد في جو يسوده الحب فتعبّري عن مدى حبك له وكذلك والده هنا دور الاب مهم جدا فهو القدوة الحسنة ومصدر القوة بالنسبة للإبن ، ودائما اشعروة بالحب والإهتمام دون مبالغة او إفراط ، وليكن ذلك بالأفعال لا بالاقوال.
ايضا المراهق يحتاج أن يعامل من والده كصديق كما يعامل أصدقائه ويشعر معه بالراحة والأمن لا أن يهرب منه إلى أصدقاء السوء .
وانصحكم بقرأءة الكتب العديدة التي تتناول مرحلة المراهقة والاستفادة منها في اكتساب بعض الأفكار والأساليب في التعامل معه ومنها كتاب ألن كار بعنوان”كيف توقف طفلك عن التدخين؟» ويعتبر من الكتب المفيدة للآباء في تعاملهم مع أبنائهم المدخنين. كما أنصح بمتابعة بعض المواقع التربوية المفيدة بهذا الخصوص كموقع المراهق المبدع للدكتور محمد الثويني . 

ويمكن أيضا المشاركة في بعض الدورات التي تتناول موضوع المراهقة وبعضها يشرك الآباء والأبناء ومساعدتهم لفتح جسور التفاهم بينهم . وأشير إلى ضرورة تكليفه ببعض المسؤوليات التي تشعره بأهميته وبأنه أصبح كبيراً ويعتمد عليه في بعض الأمور، وأيضا قضاء بعض الوقت معه في ممارسة هواياته كلعب كرة القدم مثلاً وغير ذلك مما يقربكم له . ختاماً دعواتي لكم بالتوفيق في جهودكم وحفظ لكم ولدك من كل مكروه .

لتواصل مع المستشارة :  @HussaAlohali 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى