قسم الاستشارات / مع أ . أروى العوهلي

اشعر بأن حياتي فارغه و بلا معنى

الإستشارة:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا ف_م طالبة جامعية في السنة الأولى وقد قبلت بتخصص لااريدة ومع ذلك رضخت للأمر الواقع واكملت الدراسة في هذا التخصص ولكن حدثت معي مشكلة مع ادارة الجامعه مما جعلني انسحب واجلس في البيت لمدة سنتين والان سجلت في جامعه اخرى وانتظر نتيجة القبول مع العلم ان تقديري من الثانوية العامة ممتاز،
لكن مشكلتي هي من الناحية النفسيه منذ ابتعادي عن الدراسة و انا اشعر بانعدام الثقه والخوف والتوتر والإحساس بالعزلة دائمآ حتى وانا بين أهلي،رغم انني كنت ممن يتحدثون بطلاقة مع اي شخص سواء كان عائلة ،صديقه، معلمه ،أو مجرد شخص غريب لكن الان اشعر بأني اتأتئ و الكلمات تخرج بصعوبه مني ودائمأ اتوتر عند الكلام واتلعثم عند الرد، رغم اني لا اشكو شيء لا جسديا و لا عقليا و لا نفسيا ومع الانقطاع عن الدراسة زاد هذا الشعور معي لدرجة اني اشعر بأنه لا يهم ان تكلمت او لا ف انا اشعر بالكآبة والفشل وانعدام الثقة .
حتى عندما اجتمع مع قريبات اظل صامتة لا أجد اي موضوع اتحدث به اشعر بأني ابتعدت او اصبحت رسميه اكثر مع من حولي لم اعد اشعر بالثقه و الجرأه اللتي كنت اشعر بها ايام دراستي ،و اشكو ايضا من قلة التركيز والخوف والارتباك عند مقابلة اي شخص ،
اشعر بأن حياتي فارغه و بلا معنى ، اريد ان اعود مثل ماكنت اجتماعية ومتفائلة واثقة من نفسي ،
انا في حيرة من أمري بما تنصحوني فيه مع خالص شكري.

حل الإستشارة
الأخت الفاضلة ف_م وفقها الله ،
الثقة بالنفس هي الشعور بالرضا عند القدرة على إنجاز شيء معين وبالتالي فصاحبها شخص واثق فهو متحمل للمسئوولية لا يتهرب من مواجهة واقع خلال تواصله مع الآخرين الذي سببه تجنبهم وعدم الاندماج معهم فلا يحصل بالتالي على حاجات الاهتمام والحب والشعور بالأمان في وجود الآخرين. وتتأثر الشخصية بالرسائل السلبية التي يطلقها لنا الآخرون المحيطين مثل: سمين – قصير – غبي .. فاشل … وهي تحدد مصيره ، ولتعديلها تحتاج لجهد كبير منك . إن كان هناك نقد ورسائل وكلمات سلبية موجهة علينا محملة بالفشل في العمل أو الدراسة أو عدم القدرة على الإنجاز فهي كلمات لها طاقة سلبية يجب أن نسعى لاستبدالها بكلمات إيجابية كأنها خبرة تعليمية نتعلم منها فهي فرصة للتعلم، فإن حاولنا الهروب منها ولم نعالجها وفضلنا التهرب من المسؤولية و مواجهتها وتحوليها لقول وعمل إيجابي فسينقص مستوى الثقة بالنفس لدينا. وهذا الأسلوب في المعالجة هو ما يبني الثقة بالنفس. كذلك إن كان مصدر الاعتقادات السلبية هو داخلنا وأفكارنا فيجب التبصر بأنه غير واقعي أو صحيح لأن الشخص الذي لا يخطئ هو الذي لا يعمل ، وكذلك هناك نظرية أساسية في التعلم لجميع الكائنات تسمى (نظرية المحاولة والخطأ) وهي تفترض أننا نخطئ لأجل أن نتعلم خصوصاً بأول تجربة. فلا تحملين الموضوع أكبر من حجمه وتصورين وضعك بأنه استثنائي فجميع البشر يتعلمون من خلال هذا المبدأ. ومن خصائص المرحلة العمرية التي أنت فيها تهويل العيوب في عقلك بصورة أكبر من حجمها الطبيعي فتصلين لاعتقادات خاطئة تجاه التعامل معها. إن الاقتناع بنفسك وبقدراتك هو ما يمثل ثقتك بنفسك فلا تستمعين لكلام غيرك السلبي ولا تصدقين صوت حدسك الداخلي الذي يخدعك ، ويقول لك انتي لست جريئة او لاتعرفين التحدث ، وتنقصك الثقة ، ولا تربطي المشكة التي حصلت مع ادارة الجامعه وانسحابك منها بتلك الاضطرابات النفسية التي تشعرين بها ، من خوف وتوتر وارتباك عند الحديث مع الآخرين ، فهذا أمر طبيعي يمكن ان يحدث مع اي طالبة، بعد فترة عزلة عن الدراسة، لايجب علينا ان نحكم على انفسنا بالفشل من خلال تجربة واحده اوسنة واحده من حياتنا ف انتي متفوقة دراسيأ واجتماعيأ طوال السنوات الفائتة ،
وستعودين كما كنتي عندما ينتهي توقفك عن الدراسة وعودتك لوضعك الطبيعي الطالبة المجتهده المحبة للعلم والحياة ولا تستسلمي ابدا،
وقوي علاقتك بالله تقربي إلية
فكوني راضية دائما بما قسمة لك ف مع الرضا ستجدني السعادة وراحة البال ولك بعض الخطوات لتحقيقها. – خطوات إجرائية للتغيير نحو الايجابية: 1- التغيير ممكن وله طرق مضاءة برضا الله والتواصل معه دوماً وهي أول وأهم خطوة في حياتك وهي دليل النجاح فيها . 2- التصالح مع النفس والتوقف عن محاسبتها عند كل هفوة ، وبالمثل التصالح مع الغير والتغافل عن زلاتهم إن لم تكن مقصودة . 3- وضع أهداف إجرائية بسيطة محددة بزمن بسيط والسعي لتحقيقها ( كحفظ صفحات من القرآن خلال مدة معينة – كقراءة كتاب خلال 3 أيام ….. ) وغيره من الأهداف البسيطة التي تمكنك من التدرب عليها . ثم الانتقال للأهداف المتوسطة ثم البعيدة . 4- المقارنة مع الغير قاتلة والصحيح للارتقاء بالقدرات أن يقارن الشخص نفسه بنفسه كل فترة ( هل استطاع إنجاز المطلوب منه ، وكم تبقى من الإنجاز ، وماذا يعمل لتحسين الاداء …. ) . 5- تعلمي التحكم في مشاعرك وردود أفعالك ومراقبة أفكارك فأنت الآن في مرحلة عمرية تستلزم الاتزان الانفعالي . 6- ثقفي نفسك بالقراءة والاطلاع والمناقشات وحضور الدورات ومقاطع اليويتوب التحفيزية التي تساعدك على تحمل المسؤولية مع العلم بأن التحول في الشخصية سيحتاج لوقت لتتعلمين كيفية الاعتماد على نفسك والشعور بالأمان عند التعبير عن أفكارك وآرائك بتلقائية دون جلد للذات. 7- بادري في تقديم الخير والمساعدات لمن يحتاج سواء أسرتك أو ممن تعرفين ومن لا تعرفين . 8- أشغلي وقتك بالمفيد فالوقت أمانة استرعانا عليه الله وسيسألنا عنه،
أخيراً فالكل لديه حاجات يسعى لإشباعها فإن لم تشبع سببت له التوتر والقلق وعدم النوم والحزن والخوف وغيره وأحد أهم هذه الحاجات هي الحاجة للاهتمام ونحن نتوقعها وننتظرها ممن يعيشون معنا في محيطنا ، لذلك أدعوك لتحويلها تجاه أسرتك وصديقاتك ليبادلوك هذي الحاجة بطريقة سليمة لا تشعرك بالذنب. واستعيني بالله دوماً وأطلب منه أن يوفقك للخير والصلاح .

لتواصل مع المستشارة :  @HussaAlohali 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى