الإستشارة
السلام عليكم انا والدة (ر) ذات الخمسة عشر عام لاحظت على ابنتي (ر) في الفترة الاخيرة تغير كبير في سلوكها وتصرفاتها وانعزالها في غرفتها لفترات طويلة ، كذلك كثرت السهر والتغيب عن المدرسة مماصحبه تدهور لحالتها الصحية كانت تشكو كثيرا من الصداع المستمر وعدم رغبة في الأكل ؛ومما زاد الأمر سوء استدعاء إدارة المدرسة بسبب تأخر مستواها الدراسي واخفاقها في الامتحانات الشهرية !! وعند تحدثي مع المرشدة الطلابية اوضحت لي امور كثيرة كنت اغفل عنها ،تاخير في الحضور للمدرسة شرود ذهني أثناء الحصة و اهمالها للواجبات اليومية وأول سؤال سالته لي الأخصائية الإجتماعية هل (ر) تعاني من مشاكل أسريه او انفصال بين والديها ادى الى انعزالها وتدهور حالتها ؟
كل هذه الأمور جعلتني ابحث وراء الأسباب لتلك الانتكاسة!؟
وبالفعل كانت الصدمة!
اكتشفت ان ابنتي المراهقة على علاقة بشاب من خلال احد برامج التواصل الاجتماعي لم اتمالك نفسي حين عودتها من المدرسة صفعتها ووبختها وكنت اصرخ وابكي من الصدمه لماذا تفعلين هذا ؟ ضربتها واخذت منها الجوال .
لم استطيع ان اتمالك نفسي كانت الصدمه كببرة جدا ف ابنتي التي ارى فيها الحياة والتي انتظر مارسمته لها من مستقبل مشرق تفسد ذلك المستقبل وتشوه تلك اللوحه التي اوشكت على الانتهاء!
ساعديني في حل مشكلتي ف انا مازلت في حيرة ولا أعلم هل اخبر والدها ف يكون الموضوع اكثر تعقيدا ؟اما ماذا افعل؟
حل الإستشارة:
عزيزتي ام(ر) انها المراهقة وماادراك ماالمراهقة
قليل منا من يمر تلك الفترة بسلام ، ولكن عندما نكون مضطرين ان نواجه مراهقة من هذا النوع يجب علينا التعامل بعقلانية أكثر ليس الضرب والقسوة هو الحل بل على العكس ربما يؤدي الي مشكلة اكبر وتتعقد الأمور اكثر .
خطوتك الاولى عزيزتي التقرب من إبنتك لمعرفت الأسباب التي تجعلتها ترتكب هذا الخطأ الفادح، افتحي لها قلبك تحدثي معها ك صديقة ولن يتكرر الضرب مرة أخرى وانك فعلت ذلك لانها كسرت قلبك وخانت الثقة التي منحتيها اياها ، تقربي منها أكثر رتبي لنزهه معها خارج المنزل ربما تغيير المكان والجلوس بمفردكم بعيد عن والدها واخواتها يحسسها أكثر بالأمان، ناقشيها بأمر هام لان المراهقين يكونون اذكياء جدا رغم تشتت أفكارهم فيستطيعون فهم الأهل ان كانو يعنون مايقولون أو انها مجرد طريقة لاستدراجهم لذا اكسبي ثقتها لتبادلك الثقه وتفتح لك قلبها وتدرجي معها لتحكي لك من هو وكيف عرفته ومانوع العلاقة التي تجمعهما وعديها انك لن تضربيها مرة أخرى ف انتي صديقة الآن لاتدعيها تخافك فهذا هو الحاجز الأكبر امحي كلمة الخوف من عقلها لتفتح لك قلبها وتفهم ان مافعلته مخالف للشرع والعرف وان فتاه باخلاقك وتربيتك لايجب ان تفعل مثل هذه السلوكيات الغير اخلاقية وحذاري ان تخبري والدها ولتكوني انتي الام والأب والصديقة لاتدعيها تحتاج لصديق او حبيب خارج المنزل واملئي هذا الفراغ لديها بالحب والاهتمام داخل الأسرة حتى لاتبحث عنه خارجها ، راقبيها من بعيد حتى لاتقع في ذلك الخطأ مرة اخرى دعي تشعر بخطورت ماكانت ستقع به لو استمرت بمثل هذه العلاقة حتى لاتعود لذلك الفعل مره اخرى، حفظ الله بناتنا وابنائنا من كل سوء.
