الرياض- عائشة المجرشي
شهد معهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للدراسات الإسلامية والعربية في بندا آتشيه بجمهورية إندونيسيا، التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، مرحلةً جديدة من التطور والنمو بعد توقيع اتفاقية المقاول لإنشاء المبنى الجديد، بتمويلٍ سخي من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بمبلغ 46,001,604 ريال، في خطوة تُجسد عمق الشراكة السعودية الإندونيسية في مجالات التعليم والتنمية وبناء الإنسان.
ويُعد المبنى الجديد للمعهد مشروعًا نوعيًا على أرض مساحتها 10,560 مترًا مربعًا، بينما تبلغ مساحة المبنى الحالي حوالي 1200 متر مربع فقط، كما صُمم المبنى الجديد للمعهد وفق معايير هندسية حديثة تراعي احتياجات العملية التعليمية وجودة البيئة الأكاديمية، ليستوعب أكثر من 1500 طالب وطالبة، بينما يستوعب المبنى الحالي أقل من 500 طالب وطالبة فقط.
ويضم المبنى الجديد قاعات دراسية مجهزة بأحدث الوسائل التعليمية والتقنيات السمعية والبصرية، ومعامل لغوية متقدمة، ومكاتب إدارية، وقاعات متعددة الأغراض، بالإضافة إلى مكتبة علمية ومصلى ومساحات خدمية وصالات للأنشطة الطلابية، لتكون بيئة تعليمية داعمة ومحفزة للطلاب، بينما يتسع المبنى الحالي إلى تسع قاعات دراسية، وستة مكاتب إدارية، ومعمل لغوي فقط.
ويهدف المشروع إلى تعزيز رسالة المعهد في التنمية الوطنية بدولة إندونيسيا عامة، وإقليم أتشيه خاصة، من خلال تعزيز التعاون الثقافي والعلمي بين المملكة وجمهورية إندونيسيا، ونشر اللغة العربية المرتبطة بالقرآن الكريم والحديث الشريف وحضارة الإسلام القائمة على الوسطية والاعتدال ونبذ التطرف، إلى جانب توسيع نطاق التعليم في إقليم أتشيه عبر توفير بيئة تعليمية أكبر وأكثر تطورًا، وإعداد كوادر بشرية مؤهلة، وخلق فرص عمل جديدة للمجتمع المحلي في المجالات التعليمية والإدارية والخدمية.
وتجدر الإشارة إلى أن المعهد قد خرّج منذ تأسيسه حتى العام الدراسي 1447هـ / 2025م أكثر من 1620 طالبًا وطالبة، ساهموا في نشر اللغة العربية وتعزيز التعليم الإسلامي القائم على الوسطية والاعتدال في إقليم أتشيه ومناطق متعددة من إندونيسيا، ويدرس في المعهد حاليًا 504 طالبًا وطالبة موزعين على أربعة مستويات دراسية، و31 موظفًا من أعضاء هيئة التدريس والإداريين، إضافة إلى كوادر الخدمات.
وقد أعرب معالي رئيس جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أ.د. أحمد بن سالم العامري عن بالغ شكره وتقديره لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية على دعمه وتمويله السخي، مؤكدًا أن هذا المشروع يجسد التزام المركز بتعزيز التعليم بوصفه ركيزةً أساسية لخدمة الإنسانية وتحقيق رؤية المملكة 2030 في ترسيخ قيم الوسطية والتسامح والتعايش.
وبيّن معاليه أن استكمال إنشاء المعهد يُعد خطوةً استراتيجية نحو تمكين الطلاب في المنطقة من الارتقاء بمستواهم العلمي، ويُسهم في تعزيز التواصل الثقافي والحضاري بين الشعوب، مؤكدًا أن الجامعة ماضيةٌ في دعم كل ما من شأنه أن يجعل من المعهد منارةً للعلم والتنوير في جنوب شرق آسيا.
ومن جهته أوضح عميد معهد العلوم الإسلامية والعربية في إندونيسيا د. وليد بن عبدالله العثمان أن المشروع يشكل نقطة تحول في مسيرة المعهد من خلال رفع طاقته الاستيعابية، وتوفير بيئة تعليمية متكاملة تدعم تعليم اللغة العربية والعلوم الإسلامية، وتُرسخ قيم الوسطية والاعتدال، مثمنًا دعم مركز الملك سلمان للإغاثة ومساندة الشركاء المحليين لإنجاح هذا المشروع الريادي، فيما أشار مدير المعهد في بندا آتشيه أ. سعيد بن خميس الغامدي إلى أن هذا المشروع يأتي امتدادًا لجهود المملكة في نشر العلم والمعرفة، ويُسهم في تطوير التعليم وخدمة المجتمع المحلي، مؤكدًا إشراف الجامعة المباشر على جودة التنفيذ لضمان تحقيق أعلى المعايير الأكاديمية.
ويجسد مشروع تطوير معهد بندا آتشيه نموذجًا حيًا للتعاون الدولي في مجالات العلم والمعرفة والتنمية المستدامة، وامتدادًا للدور الرائد الذي تضطلع به المملكة العربية السعودية في دعم التعليم ونشر قيم السلام والتعايش حول العالم، كما يعكس التعاون المشترك بين الجامعة ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الالتزام بدعم الشراكات التعليمية الدولية، ضمن أهداف رؤية المملكة 2030 في محور تنمية القدرات البشرية واستثمار التعليم كأداة للتقارب الثقافي وبناء مجتمع معرفي عالمي.
