الحارثي: عقوبات الأضرار المعنوية في الشعر العربي تعزيرية

حلّ الكاتب الأستاذ مشعل بن محماس الحارثيّ، مؤلِّفُ كتاب “المسؤوليّة الجنائيّة في الشّعر”،ضيفًا على البرنامج الثَّقافيّ المصاحب لفعاليّات معرض الرّياض الدّولي للكتاب2025، الذيتنظِّمُه هيئةُ الأدب والنَّشر والتَّرجمة، في ندوة حواريّة بعنوان الكتاب نفسه.

وأدار النَّدوة الأستاذ عوض الفيّاض، لمناقشة مضامين الكتاب، بوصفه الأوَّل من نوعه علىمستوى العالم العربيّ، وحصل به مؤلِّفه على جائزةِ أفضل بحثٍ في القانون الجنائيّ من جامعةنايف العربيّة.

وقال الحارثيّ: تناولتُ في هذا الكتاب مفهومَ الشّعر العربيّ، وأنواعَه، ومعيارَ الضَّرر المعنوي،ونطاقَ حريَّة التَّعبير، وحقّ النّقد في الشَّعر العربيّ، والقيود الخاصّة بالنَّظام العامّ والآداب،ومدى إمكانيّة اعتبار القصائد الشّعرية مكوّنًا للجريمة الجنائيّة والعقوبات المقرّرة لها وأسبابتشديد العقوبة.

وتابع الحارثي حديثَه معدّدًا ثلاث خلاصات انتهى إليها كتابُه، تتمثَّل في أنّ إنتاج الأشعار التيتحتوي على ألفاظٍ وعبارات تنال من السُّمعة والكرامة وتوجّه لأغراض دنيئةٍ وإثارة العداوةوالتَّباغض والخروج على الحُكَّام والمساس برموز الدَّولة، يُعدُّ مكوّنًا للعديد من الجرائمالجنائيّة.

وبيَّن أنَّ أساس قيام المسؤوليّة الجنائيَّة في حقِّ الشّاعر يكمن فيما يترتَّب على أشعاره منأضرار معنويَّة خطيرة؛ لمساسها بالشَّرف والأعراض والتَّنابذ والتحقير للأفراد والجماعات،وتسبُّبِها في جرائمِ القتل وإثارة الفتن بين القبائل.

ولفت إلى أنَّ الجرائم النَّاشئة عن الأضرار المعنويَّة في الشِّعر العربيّ تُعدُّ من قَبيل الجرائم ذاتالعقوبات التَّعزيريَّة، والتي يستقلُّ القاضي الجنائيّ بتحديد العقوبة المقرَّرة لها، وأسبابالتَّشديد والتَّخفيف، ما لم يكن هناك نظامٌ خاصٌّ لتجريمها.

وأوضح الحارثيّ أنَّ عنوان الكتاب جاء لحماية الأدب والشّعر والشُّعراء، ولبيان أنَّ الإسلام كفلللجميع حريَّة التَّعبير دون أي إساءات.

ولفت في ختام حديثه إلى أنَّ شعر الهجاء يُعدُّ من أهمِّ فنون الشّعر؛ مستدركًا بالإشارة إلى أنَّهناك هجاءً محمودًا يتَّسم بالواقعيَّة، وآخر مذمومًا يتجاوز فيه الشَّاعر المرعيَّات والثّوابت، بمايوقعه تحت طائلة القانون بما يستوجب المحاسبة.

زر الذهاب إلى الأعلى