خلود الميزاني – مستوره العطاوي
يكثُر في قلب مُحافظة عنيزة المزارع القديمة، والتي يُطلق عليها ( الفلايح، أو الحيطان مفرد حايط )، أي المزارع القديمة التي يكون فيها بيت طيني صغير، والتي تتراوح مساحاتها من الـ 2000 متر إلى 10.000 متر تقريباً، وتزود، والتي تحمل مسميات متوارثة ومشهورة إلى هذا اليوم.. وتنتشر مسمياتها بين عامة الناس في عنيزة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر حايط ابن حسن، حايط البراهيم، حايط الخياط، أبو وطيف، الأربع، أم حزم، أم العصافير، أم القبور البئر المشهورة، أم مسيند، البارزه “برزه”، البدع، البديع البريغيش، البعجا، الخريجیه، بهجه، الجاده، الجهيمية، حايط حركان، الحويطه، الخالديه، خبيقه، الخريجية، البعيجا، الخريف، الداخله، الدغيثريه، حايط الدويس، الربيعيه، الردامه، رزيقه، رميثه، الرميحيه، الروضه، الرويشنات، حايط الزريطي، الزومانيه، السالميه، سعوده، السعيدي، السعيدية، السفيلا، السكيتي “سكيتية الضبط”، سمحة، السنديه، سهله، الشهوانيه، الشفلحه، الشفيع، حايط صالح الناصر، الصالحيات، صياده، الصبيخه، الضلعة، الضيغميه، ظبيه، الضويهره، العبسه، حايط العتيبي، العرينان، عصيفيره، العضيبية، العقلة، العلوه، العليا، العنانية، العوجا، عويسة، الغابيه، غبنة، الغرفانيه، غشامه، حايط الفلاي، الفيضه، القسيم، قطاوه، القطعه، القلعه، قليب ثابت، كحيلانه، اللغفيه، حايط المانع، المبرز، حايط المحاميد، محصحصة، المحلاويه، مريفه، المزاده، مطربه، مطله، المعيذرية، المقيبره، المليح، مليحان، حايط معلى، المعياويه، المغيدر، المندسه، المنيفيه، المهناويه، المهيرية، النعيمية، النقيلية، الوسيطا، الهاشلي، الهبرانيه، هلاله، الهلاليه، الهيفا…
إلا أن تلك المزارع ما زال معظمها باقٍ إلى هذا اليوم، ويرتكز بعضها في وسط المحافظة تماماً، وفي أهم المواقع الإستراتيجية فيها، مُحافظةً على بقائها ورونقها وخُضرتها؛ إذ باتت تلكـ المزارع القديمة مكاناً للفُرجة والنزهة، والجلوس فيها والراحة لساعات طويلة من أول النهار الباكر إلى المساء؛ حيث يرتادها الناس، وغالبها يكون مُتاحاً دون أية حرج أو قيود..
من جانبه أفاد لصحيفة الساحات الأمين العام للجنة التنمية السياحية في محافظة الأستاذ يوسف الوهيب أن اللجنة في محافظة عنيزة مهتمة كثيراً بهذا الشان، وتبحث عن الشيء الذي يجلب الزوار إليها، من مهرجانات وفعاليات تراثية كملتقى لهم.. “ويُضيف” : أن المزارع القديمة كانت شبه مهملة في قلب المحافظة؛ والآن أصبحت الفلايح والمزارع متنفس للزوار والأهالي، حتى إنها شجعت كل من المزارعين، والقائمين عليها على الاستمرار في نشاطها وإحيائها، والهدف من ذلك تطويرها وجلب المستثمرين لهم؛ وكان هذا ناتجاً من وجود الترحيب والتشجيع من قبل سعادة محافظ عنيزة، حيث قام بمباركة الفكرة وتدشين مرحلة الفلايح الأولى.
“ويُضيف الوهيب” : إلى أن اللجنة عمِلت على تهيئة المسار السياحي؛ منها منطقة الفلايح والمسوكف والمتاحف الخاصة؛ إلى حيث التوجه إلى البيوت القديمة، وإعادة ترميمها، إذ قامت اللجنة بترميم أكثر من 20 بيتاً تراثياً.
من جانبها، التقت الساحات بالمرشد السياحي صالح التركي، والذي أفاد بدوره المهني المُختص بالتسويق السياحي أن هذه المزارع القديمة باتت ملجأً للزوار أثناء جولاتهم السياحية في كافة منطقة القصيم، والتي بدأ العمل عليها من قبل مُلاكها والمسؤولين عنها؛ حيث يتم الإقبال عليها من السياح والوفود الزائرين؛ حيث يتم جدولة البرامج السياحية ومن ضمنها المسار الريفي أو الزراعي، والذي يتخلل تلك المزارع أو الحيطان الصغيرة التي بقيت الآن وأصبحت مُتاحة؛ حيث لاتخلو جميع البرامج السياحية من فعالية ( زيارة أو جولة في مزارع عنيزة القديمة )، خصوصاً بعد ما تمَّ تهيئة الممرات الريفية التي تتوسط تلك المزارع، والتي قام بتنفيذها ورسمها لجنة التنمية السياحية بعنيزة؛ التي أضفت على المحافظة طابع التميُّز والفارق الكبير من خلال تجهيز العديد من المواقع السياحية، ومنها المواقع الريفية والزراعية، التي لايُستغنى عنها في تنظيم وتنسيق الرحلات للضيوف.
“ويُضيف التركي” : إلى أن تلك الفلايح والحيطان من خلال تشكيلها الزراعي القديم، شُيِّد فيها مساكن على الطراز الطيني القديم، بحيث تؤجر لمن يرغب في قضاء يومه أو بضعة أيام، يجترُّ خلالها ذكريات وحنين الماضي؛ مستشهداً بما حدث من تغيير جميل لمزرعة “الخياط” الشاعر المعروف – كمثال – والتي آلت إلى أسرة الزنيدي، وأصبحت عملا خارقا ورمزاً للفلايح القديمة بلمسات تراثية جميلة..
وبين التركي إلى أنه يوجد حالياً ما يُقارب الـ 20 مزرعة رُصدت في المنطقة الواقعة بين الجامع الكبير ومزرعة الخياط “النزل الريفي” وحارة البرغوش والمليحة؛ كلها مُهيأة لاستقبال الزوار من خلال الممشى الريفي، أو الجلوس فيها، والاستمتاع بالتقاط أجمل المناظر الخلابة لتلك المزارع.
