خميس بن رمثان أسطوره الصحراء

من كان يصدق بأن ذلك الفتى النحيل الذي كان يسكن في خيمة بسيطة في صحراء الدهناء، سيكون أحد أشهر أدلة الصحراء في التاريخ الحديث ويكون له الفضل الكبير في اكتشاف البترول في المملكة العربية السعودية، ويتحوّل إلى أسطورة بارزة في «مولد أمة» تكتشف البترول، بل يكتشفها العالم، كل العالم
وعمل ”بن رمثان”، دليلاً مع “أرامكو”، ومكلفاً من قبل الملك عبدالعزيز بالعمل معهم من عام 1353 هجرية بعد توحيد المملكة بعامين، وتحديداً مع بداية عام 1934م، ليبدأ بتتبع كل المواقع الذي يعرفها وموارد المياه. وحينما استعانت أرامكو بـ “ابن رمثان”، لم يؤمن رجالها بما لديه من معرفة بالطرق والمواقع. ورغم وجود بعض الأجهزة في ذلك التاريخ مع الجيولوجيين الأميركيين، إلا أن الحدس والمعرفة بمسار النجوم والاتجاهات كانت الأقوى لدى ابن رمثان. وعندما عجزت هذه الأجهزة عن تحديد المواقع مع بدايات التنقيب، جلس مجموعة من الجيولوجيين في حيرة من أمرهم، ليهب ذلك النحيل أمامهم، قائلاً “أنا أستطيع أن أمشي بخط مستقيم للموقع

ويعد “ابن رمثان”، أشهر دليل مواقع، حيث وصفه أحد الجيولوجيين في ذلك الوقت، توم بارقر، قائلاً: “في الصحراء لا يتيه خميس أبداً لأنه بالإضافة إلى حاسته السادسة، وهي نوع من البوصلة الدفينة التي لا تخطئ كان لديه ذاكرة مدهشة تمكنه من تذكر دغلة كان قد مرّ بها وهو شاب أو اتجاه موقع بئر سمع عنها قبل عشر سنوات”.
كلف الملك عبد العزيز شخصين أحدهما أميركي والآخر سعودي، للبحث والتنقيب طبقاً لامتياز شركة أميركية سخرت جهودها للبحث عن النفط بشكلٍ تجاري في المنطقة الشرقية وذلك في إطار العمل على البحث عن موارد مهمة لتحقيق النمو الاقتصادي ورغم أن الشركة يئست – حينها – من وجود النفط إلا أن “ماكس ستاينكي”، ورفيق دربه الخبير الصحراوي خميس بن رمثان، جابا الصحاري بحثاً عن ينبوع الخير حتى تدفق بين يديهم البئر رقم 7، بعد 7 محاولات فاشلة.
واعتبره وزير النفط السابق علي النعيمي، مع ستاينكي الأميركي من الشخصيات الملهمة له في سنواتهم الأولى في العمل للبحث عن النفط في السعودية
قد أطلق عليه «بوصلة الصحراء التي لا تُخطئ».

ولد خميس بن رمثان العجمي في بداية القرن العشرين في الأحساء شرق المملكة، وتنحدر أصوله من قبيلة العجمان التي اشتهر الكثير من أبنائها بمعرفة دروب ومواقع وموارد المياه لصحراء الجزيرة العربية. وكان يسكن الخيام مع أسرته في صحراء الدهناء، حينما كُلّف بالعمل مرشداً/دليلاً للبعثة الأميركية التي حصلت على امتياز التنقيب عن الزيت في شرق المملكة العربية السعودية.

وقد عمل «ابن رمثان» دليلاً رسمياً من قبل الحكومة السعودية لأكثر من 20 عاماً، يجوب الصحارى بحثاً عن النفط الذي أصبح رفيق حياته، وفي العام 1942 أصبح موظفاً رسمياً في شركة أرامكو التي عمل بها كل ما تبقى من حياته القصيرة.
توفي في مستشفى أرامكو بالظهران عام 1959م أثر مرض عضال
اطلقت ارامكو في عام 1974 اسم (رمثان) على أحد حقول النفط تقديراً لأسهامته

زر الذهاب إلى الأعلى