الرياض – سمو العتيبي
شهد معرض الرياض الدولي للكتاب 2025، الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، أمسيةً شعرية بعنوان “الشعر بين الفصيح والنبطي”، جمعت الشاعرين عبدالله العنزي وعمر الودعاني، وأدارها الإعلامي بدر فرحان، وسط حضورٍ نوعي من محبي الشعر بمختلف مدارسه وأساليبه.
واستهل الشاعران الأمسية بحوارٍ حول العلاقة بين الشعر الفصيح والنبطي، حيث رأى عبدالله العنزي أن جمال الشعر يتجاوز تصنيف اللغة، موضحًا أن اللغة المحكية في الخليج متجذّرة في الفصحى، وأن الشعر الفصيح يمنح الشاعر طاقةً لغوية تثري المفردة وتوسّع الخيال، مشيرًا إلى أن قراءته للشعر الفصيح ساعدته في تطوير تجربته النبطية وصقل أدواته التعبيرية.
وأكد عمر الودعاني أن التأثر بالشعر الفصيح يفتح أمام الشاعر النبطي آفاقًا جديدة للصور والمعاني، معتبرًا أن الفصيح يمثل بوابةً واسعة للإلهام، مضيفًا أن الشعر في جوهره يجتمع عند “جمال الكلمة وقدرتها على البقاء”.
وتطرقت الأمسية إلى تجربة الشعراء الشباب مع الظهور المبكر في الإعلام، حيث أوضح العنزي أن الشهرة المبكرة تحمل فرصًا وتحديات، إذ تسهم في توسيع دائرة التفاعل وصقل الموهبة، لكنها تفرض مسؤوليةً مضاعفة أمام الجمهور، فيما أشار الودعاني إلى أن النقد البنّاء مكّنه من مراجعة نصوصه وتجويد أسلوبه، وأن التفاعل مع المتلقين منحه وعيًا أكبر بتطور تجربته الشعرية.
وقدّم الشاعران خلال الأمسية مجموعةً من القصائد الجديدة التي تنوّعت بين الوجداني والإنساني والتأملي، في أداءٍ شعري لاقى تفاعلًا كبيرًا من الجمهور الذي عبّر عن إعجابه بالمستوى الفني واللغوي للأمسية.
واختُتم اللقاء وسط تفاعلٍ واسع من الحضور الذين رأوا في الأمسية حوارًا حيًّا بين جيلين وتجربتين مختلفتين جمعتهما روح الشعر، ضمن أجواءٍ ثقافية تؤكد تنوع المشهد الأدبي في المملكة.
يُذكر أن معرض الرياض الدولي للكتاب 2025 يقام تحت شعار “الرياض تقرأ”، الذي أطلقته الهيئة بهدف تعزيز شغف القراءة ونشر الثقافة والإبداع، وإتاحة التفاعل المباشر بين القرّاء والمبدعين، بما يسهم في إثراء المشهد الأدبي والفكري السعودي.