مقال بقلم الكاتبة / شادية الغامدي (( بعنوان اليوم الوطني.. بين الماضي والمستقبل ))

في كل عام، نلتفت إلى الوراء لنستحضر تاريخًا صنع أمجاد الوطن، ونعيد ترديد نفس العبارات التي أصبحت لازمةً لكل مقال واحتفال: التأسيس، الوحدة، البطولات، والنهضة. لكن، هل يكفي أن نتذكر؟

اليوم الوطني ليس مجرد وقفة على أطلال الماضي، بل هو اختبار حقيقي لخيالنا الجمعي: كيف نرى أنفسنا بعد عشرين عامًا؟ كيف نحتفل بمستقبل لم يأتِ بعد؟

لو تخيلنا أن الأجيال القادمة ستكتب عن “اليوم الوطني المئوي” عام 2132، فما الذي نتمنى أن يذكروه؟ هل سيكتبون عن وطن أخضر يحيا بالاستدامة؟ عن جامعات قادت ثورة معرفية؟ عن إعلامٍ نقل صوت السعودية للعالم بلغة الإبداع لا بلغة التكرار؟

إن أجمل ما في اليوم الوطني أنه مساحة للتخيل أكثر من كونه مساحة للتذكر. لأن الوطن ليس فقط ما كنا عليه، بل ما سنكونه إذا واصلنا العمل بروح العزيمة التي ورثناها.

الاحتفاء بالمستقبل هو أعظم تكريم للماضي. أن نُحوِّل الشعار إلى سلوك يومي، والرؤية إلى ممارسة حية، والهوية الوطنية إلى إبداع يتجدد لا يشيخ.

في هذا العام، لنجعل اليوم الوطني ورشة فكرية كبرى: كيف نحتفل بالغد؟ كيف نصمم وطنًا يليق بأحلام أبنائه الذين لم يولدوا بعد؟

فالماضي يرويه التاريخ… أما المستقبل فسنرويه نحن.

@shadiyah_gh

زر الذهاب إلى الأعلى