دخلت دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل رسمي السباق العالمي لاستكشاف الفضاء الخارجي، عبر مرسوم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، بإنشاء وكالة الإمارات للفضاء، وبدء العمل على مشروع إرسال أول مسبار عربي وإسلامي إلى كوكب المريخ، أطلق عليه اسم “مسبار الأمل”. لتكون الدولة بذلك الإمارات واحدة من بين تسع دول فقط تطمح لاستكشاف هذا الكوكب.
أفاد الموقع الرسمي لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ بأن «مسبار الأمل»، الذي سينطلق إلى المريخ في الـ15 من يوليو الجاري، سيبدأ في التقاط أولى صوره عالية الجودة لسطح «الكوكب الأحمر»، فور وصوله إلى مداره، بحلول فبراير 2021، وفق الجدول الزمني المخطط للرحلة، تزامناً مع الذكرى الـ50 لقيام اتحاد دولة الإمارات، موضحاً أن هذه المهمة سيتم إنجازها من خلال «كاميرا الاستكشاف الإماراتية» التي جرى تصنيعها وتركيبها في مركز محمد بن راشد للفضاء بدبي، بعقول وأيدي كوادر إماراتية شابة.
وتفصيلاً، يبدأ «مسبار الأمل» مهمته التاريخية الأولى عربياً والتاسعة عالمياً، بعد أقل من ستة أيام، إذ ينطلق إلى كوكب المريخ، من مركز «تانيغاشيما» الفضائي باستخدام منصة «ميتسوبيشي» للصناعات الثقيلة، حاملاً معه «إرثاً عربياً من الإنجازات في مجالَي الفلك والعلوم، وواضعاً الأسس لمستقبل عربي مُزدهر في مجال استكشاف الفضاء»، وفق ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.
وبحلول الساعة (00:51:27) من صباح 15 يوليو الجاري بتوقيت الإمارات، ستتوقف مؤشرات العد التنازلي إيذاناً بانطلاق المسبار في رحلة فضائية يتوقع أن تستغرق قرابة سبعة أشهر، ليصل المسبار إلى مداره على «الكوكب الأحمر» بالتزامن مع الذكرى الـ50 لقيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة.
وأكد الموقع أن مسبار الأمل سيبدأ فور وصوله إلى محطته العملية، أولى مهامه العلمية، المتمثلة في التقاط صور عالية الدقة لسطح المريخ، وبدء دراسة طبقة الغلاف الجوي السفلى للكوكب الأحمر، موضحاً أن هذه المهمة سيتم إنجازها من خلال ثلاثة أجهزة علمية فائقة التطور، صممت لجمع أكبر حجم من المعلومات حول مناخ كوكب المريخ، وهي جهاز «المقياس الطيفي بالأشعة تحت الحمراء»، وجهاز «المقياس الطيفي بالأشعة ما فوق البنفسجية»، إضافة إلى «كاميرا الاستكشاف» التي جرى تصنيعها وتركيبها في مركز محمد بن راشد للفضاء، بعقول وأيدي إماراتية شابة، وخضعت لمراحل عديدة من الاختبارات والبناء والفحوص الدقيقة أثناء عملية تصنيع وإعداد المسبار.
وأفاد الموقع بأن «كاميرا الاستكشاف الإماراتية» هي كاميرا إشعاعية متعددة الطول الموجي، قادرة على التقاط صور مرئية للمريخ بدقة 12 ميغابكسل، إذ ستعمل على التقاط صور رقمية ملونة عالية الدقة للكوكب الأحمر خلال العواصف الرملية، ودراسة الطبقة السفلية للغلاف الجوي للمريخ من خلال الطيف المرئي وموجات الأشعة فوق البنفسجية، وقياس نسبة جليد الماء الموجودة في الطبقة السفلية من الغلاف الجوي، وقياس كمية الأوزون.
وأشار إلى أن الأجهزة الثلاثة المتطورة، تتيح توفير إجابات علمية لم يسبق لأي مهمة فضائية أن طرحتها في مجال استكشاف المريخ، تتضمن البحث عن عوامل مشتركة تجمع بين المناخ الحالي على كوكب المريخ، ومناخه في الماضي البعيد قبل خسارته غلافه الجوي، ودراسة أسباب تلاشي الغلاف الجوي في المريخ عن طريق تعقب اندفاع غازي الهيدروجين، والأوكسجين، نحو الفضاء، وهما اللذان يكوّنان معاً جزيئات الماء، واكتشاف العلاقة والتفاعل بين الطبقات العليا والسفلى للغلاف الجوي لكوكب المريخ، وتوفير أول صورة شاملة عن كيفية تغير الغلاف الجوي للمريخ، وتغيرات الطقس على مدار اليوم، وعبر كل فصول السنة بشكل مستمر.
وذكر أن المسبار سيقوم بمهمته التي تتعلق بدراسة الغلاف الجوي للمريخ من مدار علمي يكون في أقرب نقطة إلى سطح المريخ على ارتفاع يبلغ 20 ألف كيلومتر وفي أبعد نقطة يكون على ارتفاع 43 ألف كيلومتر، وسيتمكن المسبار من إتمام دورة كاملة حول الكوكب كل 55 ساعة بدرجة ميل مداري تبلغ 25 درجة.
ويعطي المدار أفضلية لمسبار الأمل عن أي مركبة فضائية أخرى، حيث لم يكن لأي من المهمات السابقة إلى المريخ مدار مشابه؛ وكانت لها مدارات لا تسمح لها سوى بدراسة الغلاف الجوي للمريخ في وقت واحد خلال اليوم.
ويدعم مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ مكانة دولة الإمارات كشريك عالمي في تطوير المعرفة البشرية ويعزز المساهمة العربية في هذا المجال، ويحول الإمارات والعالم العربي من دول مستخدمة للمعرفة إلى دول موفرة للمعرفة ومشاركة بفعالية في دعم قطاع الفضاء والمجتمع العلمي، كما سيسهم في إحداث تحولات جذرية في تطوير قدرات الإمارات والعالم العربي في مجال البنى التحتية الهندسية والصناعية والعلمية والبحثية.