كتاب الرأي

وضج الكون حزنًا

هذا رمضان يلملم دقائقه
ويتجه إلى حيث الغروب
ذلكً الزمان، والمكان الذي يرمز للفقد؛
بل كل ملامحه تُصور الغياب
إنَّه موعد الرحيل،
وضفاف وداع الغائبين
لم يبق لرمضان إلا أن يعلن هلال شوال عن رحيله …
ما أكثر مودعيه، والباكين عليه!
وما أصعب لحظات تواريه!
وما أشدُّ فقده على المؤمنين الصائمين القائمين!
ما أقساها من دقائق حين يغادر؛ وتغادر معه روحانيته، وسكينته!
رمضان كل من في الكون يفقده
فحضوره ضياء يشع في الكون نورًا
وهدوءه يُحرك الإيمان في القلوب
ويطرد الغفلة من الصدور
يُعيد الإنسان إلى إنسانيته
ويبعث الصفاء في نفسه
التي غوت مع ملذات الدنيا، ونعيمها الفاني
قد يبدو كل شيء لحظة رحيله طبيعيًا في أعيننا
لكن الحقيقة أن مع رحيله
يضج الكون حزنًا…
وتبكي المساجد، والمنابر حُرقةً…
وتبحث الطرقات عن نوره
ويسأل الليل عن سكونه
لكن لا يأبى في لحظات وداعه أن يبث البشرى، ويبعث السرور
فها هو اليوم يهنئ من شملهم عفو خالقهم ويزفهم إلى ساحة العفو، والرحمة
بل ولا يتوارى عن الكون إلا ويَحِلُ مكانه يوم جميلًا ينشر الفرح، والحبور؛ وكأنه يخفف عنَّا لوعة فقده، ويواسينا يوم ذهابه
يالروعة هذا الشهر! أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النيران
ولا يودعنا إلا ويأتي مكانه يومًا سعيدًا مُبهجًا
سنبقى ننتظر إشراقتك يارمضان
وكلنا أمل أنت تعود؛ ونحن وجميع أحبتنا في أول صفوف مُنتظريك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى