الله أكبر يا خليج ضمّنا بقلم الكاتبة والاعلامية : سمو العتيبي

منذ طفولتنا ونحن نردد أناشيد الوحدة الخليجية التي شكّلت وجداننا ورسّخت في قلوبنا محبة دول الخليج ومعنى المصير المشترك. كانت كلمات «مصيرنا واحد وشعبنا واحد… الله أكبر يا خليج ضمّنا» أشبه بنشيد وطني، نردده بحب وفخر، رغم أننا لم نكن نعيش آنذاك مستوى التقارب والانفتاح الذي نعيشه اليوم.

ومع مرور السنوات، بقيت تلك الأغنية رمزًا لوحدةٍ تجمع شعوبًا تتقاسم النسب والجوار، وتوحدها الأرض والتاريخ واللغة والدين، وتشدّها روابط الدم والمصير الواحد. هذه الروابط حقيقة راسخة في قلب كل خليجي يؤمن أن قوتنا في وحدتنا ومحبتنا لأهلنا وقيادتنا.

نحن أبناء الخليج ننعم بقيادات رشيدة جعلت أمن المواطن وكرامته أساسًا للتنمية والتقدم. ولسنا ممن يبالغون أو يتملقون، بل نحن إخوة صادقون، نفرح بإنجازات بعضنا، ونعتز بقياداتنا. هذه المشاعر نابعة من تربية أصيلة، ومن تاريخ طويل من التلاحم الذي يجعلنا نقف صفًا واحدًا أمام كل محاولة لزرع الفتنة أو التشكيك في وحدتنا. فالخليج العربي ليس مجرد منطقة جغرافية، بل نموذج حي لوحدة المصير وترابط الشعوب.

ومع ذلك، حاولت بعض الأصوات المأجورة بثّ سمومها بيننا، عبر حسابات وهمية تحمل أسماء خليجية مزيفة، هدفها إثارة الشكوك وتأجيج الكراهية. لكن هذه المحاولات لا تنجح أمام وعي شعوب الخليج، ولا أمام تماسكٍ أثبت عبر الزمن أنه أقوى من كل محاولات العبث.

إن وحدة الخليج أمر غير قابل للتفاوض، وهي الركيزة التي يقوم عليها أمن المنطقة واستقرارها، وضمان مستقبل مطمئن لأجيالنا القادمة. ومن واجبنا أن نحمي هذه الوحدة، وأن نجعل من شعار «خليجنا واحد» واقعًا نعيشه، لا مجرد كلمات نرددها.

وعند العودة إلى أغنية «خليجنا واحد»، نجد أن ما يميزها أنها أُديت بصوت جماعي، في رسالة واضحة عن التضامن والوحدة. وقد كان لمن اتخذ هذا القرار رؤية ثاقبة للمستقبل. والأغنية من كلمات الشاعر عبداللطيف البناي وألحان مرزوق المرزوق. وهنا أطرح اقتراحًا أتمنى أن يُؤخذ بجدية: لماذا لا يُعاد إنتاج هذه الأغنية بروح عصرية حديثة، ليحفظها الجيل الجديد كما حفظناها، ويؤمن بمعانيها كما آمنا؟

اللهم يا حافظ البلاد والعباد، احفظ دول الخليج قيادةً وشعوبًا، واجعلها واحة أمنٍ وإيمان، وسلامٍ واطمئنان.

اللهم أدم عليها نعمة الاستقرار، وزدها قوةً ووحدةً وتماسكًا، واجعل المحبة بين أهلها راسخة لا تزول.

اللهم اصرف عنها الفتن ما ظهر منها وما بطن، واحمِ حدودها، وبارك في خيراتها، ووفق قادتها لما فيه خير شعوبهم.

اللهم اجعل الخليج حصنًا منيعًا، وبلدًا آمِنًا مطمئنًا، وارزق أبناءه التآخي والولاء، وبارك في حاضرهم ومستقبلهم، وأدم عليهم نعمك ظاهرةً وباطنة.

زر الذهاب إلى الأعلى