“ديالا علاف: من الإعلام الرقمي إلى وصال… صانعة محتوى تغيّر الأفكار”

رغد محمد – جدة

في عالم تتسارع فيه صناعة المحتوى، تبرز شخصيات تحوّل شغفها إلى أثر حقيقي. من بين هذه الأصوات ديالا علّاف، صانعة محتوى متعددة المواهب، تجمع بين الإعلام الرقمي، التعليق الصوتي، الرسم والتصوير، لتقدّم محتوى يعكس روحها وتجربتها، ونقترب من رحلتها وتجربتها مع مشروعها “وصال”

 س. ديالا، ممكن تعرفينا عن نفسك بشكل مختصر وعن تخصصك في الإعلام الرقمي؟

أنا ديالا علّاف، خريجة إعلام رقمي صناعة محتوى،معلقة صوتية ، مقدمة،رسامة و محبة جدا للتصوير وتوثيق اللحظات ومنتجتها. جرّبت مجالات كثيرة مختلفة عن تخصصي، وكلها كانت تجمعني بشي واحد ،

إنّي أحب اصنع محتوى من كل تجربة واصنع اثر حقيقي للناس من خلاص محتواي. الإعلام الرقمي علّمني كيف تتحرك الأشياء خلف الكواليس، وكيف المحتوى يقدر يغيّر مشاعر شخص، ويترك أثر في يومه. سواء كان تصوير، تعليق صوتي، أو كلمات يحتاجها أحد هذا هو الشي اللي أحب أسويه.

 س. كيف كان انتقالك من الإعلام الرقمي إلى صناعة المحتوى؟

هو ما كان انتقال بقدر ما كان تكامل. صناعة المحتوى بدأت معايا من قبل حتى أدخل التخصص، ولما درست الإعلام الرقمي فهمت أعماقها أكثر. تعمّقت، واكتشفت إن عندي شي أبغى أقوله بطريقتي أنا. ومن هنا بدأت رحلة التجارب… كل شيء جديد أمرّ فيه، أحوّله لمحتوى يوصل للناس بصوتي وأسلوب ديالا.

 س. ما الذي ألهمك للانتقال لصناعة المحتوى؟

ألهمني إحساسي إني أحب الظهور، الكلام، والتأثير. حسّيت إن هذا المكان اللي فعليًا أقدر أبدع فيه. وفي لحظات كثيرة، كان عندي شعور قوي إن صوتي وإبداعي ومجالاتي الكثيرة لازم تنشاف وتسمع حتى لو كانت فيها رسالة صغيرة… المهم توصل وتفيد شخص .

س. هل واجهتِ تحديات في البداية؟ وكيف تعاملتِ معها؟

أكيد واجهت. أكبر تحدي كان “التنوع”… ناس كثير قالولي لازم أثبت على محتوى واحد. بس أنا أشوف نفسي في مجالات متعددة، وتجارب كثيرة. والتشتت بالمجالات العديدة كان تحدي ثاني. تعاملت معاه بالرجوع لنفسي، بالترتيب، بالهدوء… وأني أتذكّر دايمًا ليه بدأت.

س. حدثينا عن مشروعك “وصال”… ما الهدف منه؟

“وصال” مو مجرد مشروع، وصال فكرة جمعت ثلاثة أشخاص عندهم رسالة وإبداع. وصال مساحة شعورية… صوت الناس تحتاج تسمعه في فترة من حياتهم. هو المكان اللي نوصل فيه المشاعر بالكلمة، ونقدم أفكار واضحة وهادئة. وصال بالنسبة لي: “الكلام اللي تحتاج تسمعه عشان تفهم نفسك، وتاخذ خطوة أفضل”.

 س. كيف تختارين المواضيع التي تقدّمينها في المحتوى؟

أختار المواضيع اللي أعيشها من تجاربي. أحب المحتوى اللي يحمل معنى ورسالة واضحة. سواء كان تعليق صوتي، تصوير، أو رسم… أحب الأشياء اللي توصل فكرة وتلمس أحد.

 س. هل هناك محتوى ترك أثرًا خاصًا عندك؟

إيه، المحتوى اللي يتكلم عن الحياة وتجاربها دائمًا يلمسني. المحتوى المكتوب، المسموع، المرئي… اللي يعطيك معنى. وبرامج الحوار مثل برنامج أنس بوخش… من أفضل المحتويات اللي أعتبرها مؤثرة ومفيدة جدًا.

 س. كيف أثر العمل التطوعي في محتواك؟

بصراحة أنا دخلت العمل التطوعي صدفة ولكن بعد مدة مع الفريق التطوعي

فجأة لقيت نفسي قائدة لقسم الإعلام، وهذا الشيء فتح لي أبواب كثيرة وساعدني بشكل كبير في المحتوى اللي أقدمه، وحتى في مجال تخصصي الإعلامي.

من خلال القسم، خضت تجارب كثيرة تصوير، صناعة محتوى، تعليق صوتي، اشتغلت مع ناس مبدعة، ومع فعاليات ومبادرات مختلفة.

العمل التطوعي وسّع مجالي، وخلاني أجرب أشياء جديدة ما كنت أتخيل أسويها واعطاني طاقة إني أبدع أكثر.

وبصراحة له أثر كبير على محتواي، لأنه كان مساحة تدريب حقيقية، وطوّرني من كل الزاوية.

 س. ما أكثر موقف شعرتِ فيه أنك صنعت فرقًا من خلال التطوع؟

صراحة ما أقدر أحدد موقف واحد لأنه كانت في مواقف كثيرة حسّيت فيها إني صنعت فرق، حتى لو كان بسيط.

من الأشياء اللي تبقى بقلبي إن محتواي خلّى بعض الناس يحبّوا مجال التطوع ويدخلوا فيه. لما أحد يجي يقول: “أنا شاركت بسبب الفيديو اللي شفته لك” أعرف وقتها إن اللي أسويه من محتوى فعلا له اثر جميل .

وفي مواقف صارت داخل الفعاليات نفسها لحظات بسيطة، جملة تنقال بعد الإنجاز والتعب، شكر يجي من شخص ما أعرفه، لكنها لحظات تثبت لي إن الشغل اللي نقدمه فعلاً يترك أثر.

الأثر مو دايم يكون شيء كبير… مرات يكون كلمة، أو تجربة، أو إحساس إنك كنت جزء من شيء ينفع غيرك. وهذا بالنسبة لي الفرق والأثر الحقيقي.

 س. كيف يختلف الإعلام الرقمي الأكاديمي عن العمل كصانعة محتوى؟

الإعلام الأكاديمي يعطيك قواعد وصناعة المحتوى تعطيك مساحة وحرية كاملة للإبداع. الأكاديمي يعلمك ولكن صناعة المحتوى هي عبارة عن رحلة تجارب كبيرة جدا.

 س. ما نصائحك للشباب المهتمين بصناعة المحتوى الهادف؟

ابدؤوا بدون أي تردد. اصنعوا المحتوى اللي يشبهكم ويشبّه روحكم… مو لازم نكون نسخة من أي أحد. كل شخص فيه إبداع وطريقة مختلفة وتميّز خاص فيه. أعطوا أنفسكم مساحة للاكتشاف، جرّبوا، وخلّوا محتواكم نابع منكم أنتم. والأهم… كونوا صادقين. الصدق هو اللي يوصّل ويترك أثر حقيقي.

 س. ما عاداتك اليومية التي تساعدك على الإبداع؟

التعامل مع الناس والاختلاط بجميع الأشخاص المبدعة والمختلفة عني تماما وتجربة التجارب الجديدة سماع قصص ملهمة وجديدة تلهمني على صنع الإبداع.

 س. ما مصادر إلهامك: أشخاص، كتب، تجارب شخصية؟

تجاربي، مجالاتي المتعددة، أشخاص مبدعة في حياتي. هذي أكثر من أي كتاب. وطبعًا الناس اللي تعدّي كده وتزرع كلمة في يومي بدون ما يقصدون تكون دي الكلمة مصدر ابداع وفكرة وبداية جديدة في محتواي.

 س. ما خططك المستقبلية في صناعة المحتوى؟

خططي بسيطة وواضحة أبغى المحتوى يكون أكثر هدف، وأكثر أثر.

أبغاه يوصل لكل الفئات العمرية، ويمس القلوب بطريقة طبيعية جميلة، بأسلوبي، بطريقتي، وبالشخصية اللي تميزني.

أبغى المحتوى يتطور معايا، يكبر معي ويصير مليان تجارب، وأفكار رهيبة مختلفة، ورسائل لطيفة تصنع تغيير حتى لو كان بسيط.

أبغاه يكون ممتع، خفيف على القلب، وفي نفس الوقت يترك أثر حقيقي.

وبالنهاية… أبغى أقدم شيء يشبهني، يشبه روحي وروح كل شخص يتابع المحتوى، ويخليني فخورة بكل خطوة.

 س. هل لديك مشاريع جديدة لمحتوى “وصال”؟

اكيد عندي أفكار كثير أشتغل عليها يمكن تكون صوتية، يمكن مرئية، ويمكن مكتوبة… ويمكن حتى شيء جديد تماماً ما قد سويته.

لكن الشيء اللي أنا متأكدة منه… إنه بيكون بنفس روح “وصال”: الهدوء، العمق، الإنسان، والعقل.

وبالإضافة لهذا، أبغى يكون فيه تجارب جديدة… مختلفة تماماً… أعيشها وأخلي الناس تعيشها معي من خلال المحتوى.

وأكيد عندي أفكار أكبر وأعمق جالسة تتكوّن وكلها ماشية في طريق واحد: نصنع أثر حقيقي.

بين الصوت والصورة، تستمر ديالا علّاف في رسم طريقها بثقة وهدوء، محوّلة شغفها إلى محتوى يلمس الناس ويُلهمهم، ومع مشاريعها القادمة يبدو أن أثرها في المستقبل سيكون أعمق وأوسع.

زر الذهاب إلى الأعلى