اليوم الثالث من مؤتمر النقد السينمائي يناقش رمزية المكان في الفيلم العربي والعالمي ويستعرض التحولات النقدية المعاصرة

الرياض – سمو العتيبي

تواصلت فعاليات مؤتمر النقد السينمائي الدولي 2025، الذي تنظمه هيئة الأفلام في قصر الثقافة بحي السفارات بالرياض، لليوم الثالث على التوالي، وسط حضور نوعي من النقاد وصنّاع الأفلام والأكاديميين الذين ناقشوا العلاقة بين النقد والسينما في أبعادها الفكرية والجمالية.

واستعرضت الجلسة النقاشية الصحراء في السينما العربية أبعاد حضورها في السرد السينمائي العربي والعالمي، حيث أوضح الناقد عبدالله الحبيب أن حضور الصحراء في السينما الغربية ارتبط بالعرب، إذ تُقصد الصحراء في تلك الأفلام بوصفها فضاءً عربيًا خالصًا، مشيرًا إلى أن كثيرًا من تلك الأعمال اتسمت بالاستشراق لما حملته من تصورات عن الشرق. وأضاف الناقد رامي عبدالرزاق أن الصحراء في الأفلام المصرية حضرت منذ عام 1927م مع فيلم قبلة في الصحراء، ثم ليلى البدوية الذي رسّخ الصحراء كعنصر رمزي وبصري في السينما المصرية. أما المخرج السعودي محمد سلمان فأكد أن الصحراء في المملكة تُعد مرادفًا للشعر، إذ تجمع بين السماء والرمل والنجوم في مشهد جمالي يربط الإنسان بجذوره، ومع تطور التقنيات أصبحت فضاءً خصبًا لتجارب سعودية مميزة.

وتناولت الجلسة الثانية ذاكرة المدن على شاشة السينماالعلاقة بين الذاكرة والمكان في السرد البصري، حيث رأت أستاذة السينما والأدب في جامعة سوسة الدكتورة سمية دهميد أن المدينة العتيقة في السينما التونسية فضاء رمزي يوثّق التاريخ الإنساني بأساليب تصوير متعددة، فيما أشارالأستاذ بجامعة السينما والمسرح في بودابست الدكتور جورجي بارون إلى أن الفيلم يزاوج بين الإنسان والمكان، فيشكل البطل والمدينة ثنائية درامية متكاملة في بناء المعنى. وبيّن المخرج والناقد عمار عزت أن المكان في السينما تحوّل من ديكور خلفي إلى أرشيف حيّ يجسّد الذاكرة البصرية للمجتمع.

واختُتم اليوم الثالث بـ ماستر كلاس في النقد السينمائي قدّمه أستاذ جامعة كولومبيا ريتشارد بينا، تناول خلاله تطور المناهج النقدية الحديثة وأهمية القراءة المتعددة للخطاب البصري في ظل التحولات الرقمية الراهنة، مؤكدًا أن الناقد اليوم لم يعد مجرد محلل للنص السينمائي، بل شريك في صياغة معناه وتفسيره الثقافي.

زر الذهاب إلى الأعلى