النقيدان يطرح سؤال الهوية التشكيلية السعودية في ورشة بـ”كتاب الرياض 2025″

الرياض – سمو العتيبي

شهد معرض الرياض الدولي للكتاب 2025، الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، ورشةً فنية بعنوان “كيف تكون خلاّقًا”، قدّمها الفنان التشكيلي محمد النقيدان، الذي دعا إلى ضرورة التأسيس لمدرسة سعودية للفن التشكيلي، على نحو يجعلها تمتلك خصوصيتها وهويتها البصرية المستقلة.
واستهل النقيدان حديثه بتوجيه الشكر إلى الهيئة على دعمها للفنون البصرية والحراك الثقافي، قبل أن يتناول أهمية الفنون التشكيلية في بناء الوعي الجمالي، موضحًا الفرق بين الرسام والفنان بقوله إن الرسم حرفةٌ تُكتسب بالممارسة، بينما الفنان التشكيلي يتجاوز التنفيذ إلى التفكير والتأمل وتحويل الفكرة إلى قيمةٍ فنية، معتبرًا أن الفن “أسلوب حياة يحوّل الرخيص إلى نفيس”.
وانتقل للحديث عن مدارس الفنون التشكيلية، مشيرًا إلى المدرسة التجريدية وما تتميز به من اختزالٍ ورمزية، وإلى أن المدارس الفنية الكبرى كالكلاسيكية وغيرها تمتد إلى مجالات الإبداع الأخرى كالموسيقى والعمارة والشعر.
وفي طرحٍ جريء لفت النقيدان إلى أن الفن التشكيلي السعودي “ما زال يبحث عن هويته”، موضحًا أن “المدرسة الوحيدة التي يمكن عدّها سعودية خالصة هي مدرسة الآفاقية التي أسسها الفنان الراحل محمد السليم”، مضيفًا أن غياب المدارس الفنية المحلية يعكس حاجة المشهد إلى تأصيل وتطوير يتناسب مع ثراء الثقافة البصرية السعودية.
وشهدت الورشة تفاعلًا مباشرًا مع الحضور، حيث وزّع المُحاضِر أوراقًا وألوانًا على المشاركين، ودعاهم إلى تنفيذ أعمالٍ فنية تعبر عن أفكارهم الخاصة، ثم ناقش مجموعة منها أمام الجمهور، محللًا الفكرة والمضمون وتناسق الألوان، ومبرزًا قدرة الفن على التعبير الفردي عن الجمال والمعنى.
يُذكر أن معرض الرياض الدولي للكتاب 2025 يقام تحت شعار “الرياض تقرأ”، ويواصل برنامجه الثقافي حتى الـ11 من أكتوبر الجاري.

زر الذهاب إلى الأعلى