من ثمار غرس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- حينما كان أميراً لمنطقة الرياض، ورئيساً للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض -آنذاك- أن تم إطلاق برنامج شامل لتطوير قصور الرياض القديمة بهدف استعادة قيمتها الذاتية، وجعلها مورداً اقتصادياً للوطن، وتوظيفها كمتاحف ومراكز حضارية، وثقافية للوطن.
كما دشن سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- إدارة واستثمار سلسلة من قصور الرياض التاريخية، حيث تعد قصور الرياض القديمة، والتاريخية شواهد حضارية في تاريخ المملكة منذ تأسيسها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-، وتتمتع جميع القصور بمكانة خاصة لوقوعها في العاصمة الرياض.
ومن أبرز سماتها المعمارية تم تصميمها من الطين، وجدرانها من الأحجار، ويتكون سقفها الداخلي من خشب الأثل، والجريد والخوص، وجميع جدرانها مزخرفة، وفيها أقواس جبسيه، وشهدت القصور بداية الدولة السعودية، ودورها الحضاري في بناء المستقبل، حيث وظفت الدولة السعودية -اعزها الله- جهودها في الاعتناء بها والمحافظة عليها.
كما تم ترميمها، وتأهيلها عبر عدد من الجهات في مقدمتها الهيئة العامة للتراث الوطني، والهيئة العليا لتطوير منطقة الرياض، وأمانة منطقة الرياض، ومن أبرز مواقع القصور الطينية في مدينة الرياض هي الواقعة في وسط العاصمة الرياض، وخارج أسوار مدينة الرياض القديمة، حيث تتوزع هذه القصور بين أحياء الرياض.
مثل حي الظهيرة، وحوطة خالد والسويدي، والفوطة والشميسي، ومتماثلة في المساحة، والتصميم المعماري، ويشتمل كل قصر منها على ثلاث وحدات معمارية، وسبق ترميمها، وتأهيلها من قبل وتتميز هذه القصور بأشكالها، وأحجامها المميزة، حيث أستخدم فيها مواد البناء المحلية في عمارتها ووقوع الكثير منها في وسط العاصمة الرياض.
مما جعلها مميزة، وبارزة في مدينة الرياض، وتأتي أهمية الاستفادة منها من خلال إعادة تأهيلها كمورد اقتصادي للاقتصاد الوطني، وتوظيفها كمتاحف، ومراكز حضارية، وثقافية متعددة الاستخدام، وهناك جهود مبذولة لإحداث مزيد من التطوير، ونأمل استثمارها بما تحمله من تراث وكنوز، وجعلها مورداً اقتصادياً، واجتماعياً وثقافياً، وسياحياً للمملكة في ظل الرؤية السعودية 2030م.
ونأمل من معالي سمو وزير الثقافة، ورئيس مجلس إدارة هيئة التراث الأمير بدر بن فرحان -حفظه الله- بوضع دراسة كاملة لجميع القصور القديمة في مدينة الرياض، والمحافظة عليها، ويفترض من هيئة التراث وضع برامج لتطوير قصور الرياض، وتحويلها الى فنادق فائقة الفخامة لتقديم ضيافة تُثري قطاع الضيافة في المملكة.
كل الشكر لخادم الحرمين الشريفين، ولسمو ولي عهده الأمين، وسمو وزير الثقافة والتراث -يحفظهم الله- على كل ما يوليانه من اهتمام، ورعاية دائمة بقصور الرياض، وخاصة القديمة والتاريخية منها وجعل العاصمة الرياض قوة اقتصادية للوطن، ووجهة سياحية محلية وإقليمية، وعالمية لزوارها من كل أنحاء دول العالم.