الرياض : زبيدة حمادنة
أعلنت شركة رويال فيليبس، المدرجة في بورصة نيويورك وبورصة أمستردام تحت الرمز (AEX: PHIA) والرائدة عالمياً في مجال التكنولوجيا الصحيّة، عن نشر تقرير مؤشر الصحة المستقبلية 2023 للمملكة العربية السعودية بعنوان تقديم خدمات الرعاية الصحية لجميع المرضى. ويستند التقرير في نسخته الثامنة إلى أبحاث خاصة بالشركة شملت 14 دولة، بما فيها المملكة العربية السعودية، مما يجعله أكبر استطلاع عالمي من نوعه لتحليل الأولويات الحالية والمستقبلية لقادة قطاع الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم.
ويعكس التقرير النهج التصاعدي لواقع الابتكار والتحول الرقمي في منظومة الرعاية الصحية السعودية؛ حيث يشترك قادة قطاع الرعاية الصحية وأخصائيو الرعاية الصحية في المملكة العربية السعودية في رؤيتهم لابتكار نماذج جديدة لتقديم خدمات الرعاية التي تلبي احتياجات المرضى في أماكن وجودهم. ويتمحور تركيز قادة قطاع الرعاية الصحية حالياً حول تطبيق الرعاية الافتراضية وتوظيف حلول الذكاء الاصطناعي للتعامل مع نقص الكوادر العاملة وتعزيز الاستدامة، ما يتيح الاستفادة من التقدم الحاصل في فترة ما بعد الأزمة الصحية العالمية. وتمثل هذه التطورات، إضافة إلى التوجه القوي نحو الشراكات الاستراتيجية، خطوات مهمة في رحلة المملكة العربية السعودية نحو تحقيق رؤية 2030، مع التركيز على الارتقاء بمستوى الرعاية المقدمة للمرضى من خلال اعتماد نماذج الرعاية الصحية المبتكرة والمتطورة تكنولوجياً.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قال محمد مصطفى، المدير العام للأنظمة الصحية في شركة فيليبس الشرق الأوسط وتركيا: “يسلط مؤشر الصحة المستقبلية 2023 الضوء على رؤية التحول الرقمي للمملكة العربية السعودية في قطاع الرعاية الصحية؛ حيث تخصص المملكة استثمارات كبيرة لحلول الذكاء الاصطناعي، مدركة الإمكانات الفريدة للرعاية الافتراضية. كما تتخذ الخطوات اللازمة لتعزيز الاستدامة في قطاع الرعاية الصحية، وذلك بالاستفادة من الدور الهام للشراكات والارتقاء بمستوى خدمات الرعاية الصحية وصولاً إلى تحقيق تحول كبير في هذا القطاع”.
ويسلط تقرير مؤشر الصحة المستقبلية 2023 للمملكة العربية السعودية الضوء على ثلاث أولويات لقادة قطاع الرعاية الصحية في سعيهم لتعزيز تقديم خدمات الرعاية وزيادة كفاءتها ضمن مرافقهم:
تخفيف الضغط على فرق العمل باستخدام التكنولوجيا الرقمية
تتزايد أهمية التقنيات الصحية الرقمية باعتبارها الحل الأمثل لمعالجة النقص في الكوادر. ويبدو المستقبل في هذا المجال واعداً؛ حيث يستخدم 63% من قادة قطاع الرعاية الصحية في المملكة العربية السعودية أو يخططون لاستخدام تقنيات الرعاية الصحية الرقمية. ويعلم أخصائيو الرعاية الصحية أيضاً تلك الفوائد المحتملة، ويدركون أهمية دور نقل البيانات وعمليات التشخيص المتقدمة وحلول الذكاء الاصطناعي الحديثة في تحسين آلية عملهم وجعلها أكثر سلاسة. كما يعمل 46% من قادة قطاع الرعاية الصحية في المملكة العربية السعودية على تطوير شراكات مع شركات التكنولوجيا الصحية، وتتعاون النسبة نفسها منهم مع المنظمات غير الحكومية والمؤسسات الخيرية للمساعدة على تقليل تأثير نقص اليد العاملة.
ويتجه قادة قطاع الرعاية الصحية في المملكة العربية السعودية إلى الشراكات الخارجية والتكنولوجيا، بهدف زيادة الإنتاجية والرضا بين المتخصصين في مجال الرعاية الصحية. وتلعب هذه الاستثمارات دوراً حيوياً في استقطاب المواهب والاحتفاظ بها، فضلاً عن تعزيز تقديم خدمات الرعاية وزيادة كفاءتها.
التركيز على الاستثمارات الحالية والمستقبلية في مجال الذكاء الاصطناعي
تزداد أهمية النموذج القائم حول توفير أفضل تجربة للمريض في المملكة العربية السعودية. ويدعم قادة قطاع الرعاية الصحية في المملكة هذا التحول من خلال استثمار ملحوظ بنسبة 30% في حلول التكنولوجيا الجديدة الأكثر ابتكاراً. ويمكن ملاحظة هذا التوجه الجديد في تأكيد 57% من قادة قطاع الرعاية الصحية و56% من أخصائيي الرعاية الصحية على دور الإمكانات الكبيرة لنماذج تقديم الرعاية الجديدة، التي تتيح تقديم خدمات رعاية بأسعار مدروسة أو توفير قيمة أعلى مقابل المال، إضافة إلى إجماع 53% من المشاركين في الاستطلاع بأن اعتماد هذه النماذج الجديدة ينعكس إيجاباً على مستويات سلامة المرضى. ويقوم حالياً عدد كبير يصل إلى 77% من قادة القطاع بالاستفادة من إمكانات الذكاء الاصطناعي، ما يمثل زيادة عن نسبة 46% المسجلة في عام 2022، كما يقدم 73% منهم شكلاً من أشكال الرعاية الافتراضية. وتشكل التقنيات الرقمية، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، محوراً رئيسياً لبرنامج تحويل القطاع الصحي في المملكة، مما يشكل سابقة للجهود المستمرة في مجال الابتكار. وأبدى 96% من قادة قطاع الرعاية الصحية استعدادهم لتوسيع استثماراتهم في الذكاء الاصطناعي، في ارتفاع عن نسبة 66% المسجلة في عام 2022، ما يشير إلى الجهود المتسارعة لإحراز التقدم المستدام وضمان تصدّر المملكة العربية السعودية لمجال تكنولوجيا الرعاية الصحية.
عقد الشراكات لدعم المجتمعات والبيئة
يشكل التعاون حجر الأساس في الخطة الاستراتيجية للمملكة العربية السعودية للنهوض بقطاع الرعاية الصحية؛ حيث يعتزم 38% من قادة القطاع تطوير شراكات مع الشركات العاملة في مجال تكنولوجيا الرعاية الصحية في المستقبل القريب. كما يرغب أخصائيو الرعاية الصحية في أن تقوم المستشفى ومنشآت الرعاية الصحية الخاصة بهم بتطوير شراكات خارج المجالات التقليدية لقطاع الرعاية الصحية من أجل تحسين نتائج علاج المرضى.
ويشير قادة قطاع الرعاية الصحية في المملكة العربية السعودية وأخصائيو الرعاية الصحية أيضاً إلى وجود فرصة للتعاون ضمن المنظومة الأوسع نطاقاً للتغلب على التحديات التي تحول دون حماية كوكبنا. ومع تحول الاستدامة البيئية إلى أحد مجالات الاهتمام الرئيسية في مجال الرعاية الصحية، يستخدم قادة قطاع الرعاية الصحية استراتيجيات محددة للتغلب على هذه التحديات بفعالية، بما في ذلك وضع أهداف استدامة واضحة وطموحة مع قياس التقدم (36%)، وتعيين المزيد من الموظفين ذوي المهارات المتخصصة لتعزيز هذه المبادرات (36%)، والتشاور أو التعاون مع أطراف ثالثة لتقديم برامج الاستدامة أو دعمها (33%)، ومشاركة أمثلة على أفضل الممارسات والتعلم من النظراء (32%).
وبالاعتماد على النتائج الواردة في تقرير مؤشر الصحة المستقبلية العالمي 2023، تنسجم الجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية مع توجهات الرعاية الصحية العالمية، كما تؤدي دوراً رائداً في تطبيقها. ويشير الدعم الكبير الذي يوفره برنامج تحول القطاع الصحي ضمن رؤية المملكة 2030 إلى مستقبل واعد لهذا القطاع في المملكة.
وأضاف محمد مصطفى قائلاً: “عندما نتعمق في النتائج الخاصة بالمملكة العربية السعودية الواردة في تقرير مؤشر الصحة المستقبلية 2023، يظهر جلياً أن المملكة تواكب التغييرات وتبذل جهوداً دؤوبة لرسم ملامح مستقبل قطاع الرعاية الصحية. وتؤكد الجهود التي تبذلها المملكة لإدماج تقنية الذكاء الاصطناعي والتركيز على الاستدامة وتعزيز البيئة القائمة على التعاون، على الدور الريادي الذي تؤديه”.
ويستند تقرير مؤشر الصحة المستقبلية 2023 إلى أبحاث خاصة بالشركة شملت حوالي 3 آلاف مشارك في 14 دولة. لمزيد من التفاصيل حول منهجية مؤشر الصحة المستقبلية وللاطلاع على تقرير مؤشر الصحة المستقبلية 2023 للمملكة العربية السعودية بالكامل، يُرجى زيارة الموقع الإلكتروني.