أخر الأخبار

كن قارئ قبل أن تكون كاتبًا

إنّ أشد ما نحتاج إليه هذه الأيام هو دعوة عامّة للقراءة لأجلِ القراءة ذاتها، لأجل المعرفة، لالأجل أن يتبعها تأليف كتب لن يكون أكثر من إعادة صياغة للأفكار التي قرأها  قُبَيلشُروعك في الكتابة

إنّنا بحاجة لمجتمعٍ مطلع وقارئٍ جيد لا كاتب، فما قيمة ما يُكتبه إذا كان لا يؤثر في القرّاء،أو لا يقدّم لهم شئ جديدً !؟ثم إذا صار الجميع كاتبًا  فمن سيقرأ ما يُكتب ؟ أن أزمة القراءكُتّاب تفوق أزمة السير في شوارع المدن بعشر مرات!! فالكلّ يكتب ويُؤلِّف، وينقّح، وينقد،ويطبع، ويُوقِّع الكتب، ويقيم الندوات الثقافية، ولا يقرأ من المجتمع إلا القلة القليلة، ليتفوّقبذلك الفعل الأول وتبعاته المتتالية على الفعل الأخير بنسبة ملحوظة.

القراءة تؤسّس لما بعدها من الأفعال، سواءً أكانت أفعالًا علميّة أو عمليّة أو أدبيّة تصبُّ فيبحر الكتابة والتأليف، من هنا يُمكنني أن أعتبرَ القراءة والكتابة فعلين مُتلازمين، يسيرانفي اتجاهين متوازيين، فالمرء قد يكتب، ويكتب، ويكتب إلى أن يظنّ نفسه مُميزًا وأنّه قدأضاف للأدب ما لم يَضِفهُ أحدٌ سواه، واخترع من التشبيهات مفردات ما تُذهَل العقول،يشدِهِ الألباب، فإذا قرأ واطلع على الأدب، وأبحر بين طيّات الكتب كانت الصدمةوالصفعة،المؤلمة فإذا به يجد نفسه لم يأتِ بجديدٍ أو فريد، ولم يضف شيئًا مميزًا للأدب،وهنا تكمن الانتكاسة فهل يستمر هذا الكاتب في تأليفه ورصفِه للكلمات أم أنّه يستسلمللواقع الذي صحى عليه من صرخة الحرف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى