الانثى هاجس يقلق صباح العربية

لازال الإعلام العربي و السعودي خاصة يركز على المرأة ويضعها مركز حواراته وكأنها لازالت ناقصة الحقوق في هذا البلد !

طرح برنامج صباح العربية منذ يومين سؤال طُلِب منهُ رأي المتابعين عبر تويتر ، ثم أبدا كل من المذيعين أرائهم القاحلة على السؤال ” برأيك ما الرياضة التي لا تناسب الفتيات ؟ ”

سؤال مثل هذا لا يتناسب مع الإعلام السعودي الجديد ولا السعودية بحلتها الجديدة و كان من المعيب طرحه أمام عدد هائل من المشاهدين و من الخطأ الفادح إعطاء أصحاب العقول المتدنية مجال للكشف عن أرائهم , فلا علينا تجاه أصحاب العقول المتحجرة إلا سد أفواههم ومنعهم من إبداء أرائهم التي ماعاد لها قيمة في مجتمعنا.

كما أن سؤال من هذا النوع يعطي المجتمع ( الرجل ) حق الوصاية على المرأة حتى في اختيارها لنوع الرياضة !

الأدهى والأمر من السؤال هو رأي المذيعين الذي لايمت إلى على نقص يعانون منه حينما صرح الأول بأن رفع الأثقال غير مناسب للمرأة فهو يستصعب وجود امرأة أمامه تحمل 60 كيلو بينما هو يحمل 20 كيلو بصعوبة ووصف الموقف بأنه مُحرج له كونه رجل , وتبعه الأخر بقول ” الرياضة الغير مناسبة للمرأة هي كمال الأجسام … وهذا رأيي .. بيحرجونا ..هذه الرياضة أبدًا مش لازم يفكروا فيها ” ألا تدل اجابة كل منهما على نقص بقوته البدنية !

لا أعلم هل سيمنع أحدهما زوجته أو ابنته أو أخته من ممارسة تمارين المقاومة بسبب الضعف والعجز والنقص الذي يعاني منه !؟

رياضة رفع الاثقال للمرأة والرجل , للكبير والصغير لا تبدأ من سن معين ولا تستهدف فئة بعينها .

لا وجود لتخصص ولا مهنة ولا رياضة لا تتوافق مع تكوين المرأة وطبيعتها ، المرأة قادرة كما الرجل ، ولم يعد من الصادم رؤية إمرأة تحمل وزن أضعاف مايحمله رجل أخر ، وليس من المستحيل تصديق أن ثمة نساء تملك كتلة عضلية أكبر مما يملك بعض الرجال هزيلي البنية ، ولا من المستغرب معرفة فتاة تأخذ المكملات الرياضية ، و بات من السهل تصديق وجود بطلات خارقات القِوى البدنية وقادرات على تَحمُل حَمْل أوزان لا يتحملها الرجال سواء كُنَّ سعوديات أو من أي بقعة على هذه الأرض .

و بطبيعة تكوين المرأة كون جسدها هو من يحمل أجناتكم حتى الشهر الأخير فهي قادرة على تحمل أوزان إضافية لا تعود عليها بالضرر .

إن لم يكن كل رافض لممارسة المرأة لرفع الأثقال جاهل لأدرك أن جسد الأنثى مهما تمرن على مدار سنوات من المحال أن يكتسب الكتلة العضلية التي يكتسبها رجل بنفس نشاطها وغذائها وبنفس أرقام الاوزان المحمولة ، هذا النوع من التمارين بالذات متفاوت الأهداف والأسباب الدافعة لتأديته ، لا يهدف فقط لبناء العضلات يكفي أنه دواء للاكتئاب ولضعف الشخصية قبل أن يكون علاجًا لصحة وقوة العظام والبدن .

منذ اسبوعين بالضبط وجه أحد ذوي العقول العَفِنة سؤال عام في إحدى مواقع التواصل الاجتماعي ” أبي أفهم وش بتستفيدون من العظلات ؟ ” ناهيك عن عدم تفريقه بين الضاد والظاء ، في هذه الحالة ماعليك إلا إعادة توجيه السؤال إليه ؟

ماذا ستستفيد أنت من العضلات؟

و أنا استطيع تصور اجابته : قوة، صحة ، مظهر أفضل ، وكأنه لا يحق للمرأة الحصول على ذلك .

توقفوا عن فرض صورتكم النمطية على جميع النساء فما عاد الشعر الطويل ولا الخصر النحيل ولا غيره من المعالم ولا الصوت الرقيق دلالة على الأنوثة ، مفهوم الأنوثة ومعيارها يكمن في الداخل لا بالخارج وتحددها كل امرأة لذاتها ، حَدِثوا عقولكم وارتقوا بها لما ينفع أفضل من التدخل بشؤون النساء واختيارتهم ، فما يناسب المرأة تحدده المرأة لنفسها لا يحدده لها غيرها بحجة أن هذا رأيه .

وعلى الإعلام الكف عن حشر اسم المرأة في حواراته ، فالمرأة السعودية ما عادت بحاجة ، و هذا السؤال يعطي البعض إيحاء بأنها لازلت ناقصة الحقوق في هذا البلد وهذا يتعارض مع حقيقة المملكة العربية السعودية تجاه نساء بلدها .

و الفرد المتخلف لا رأيَّ له في هذا المجتمع ليتم سؤاله عنه .

 

زر الذهاب إلى الأعلى