أعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية اليوم السبت عن نجاح شركة نواة للطاقة التابعة للمؤسسة، والمسؤولة عن تشغيل وصيانة “محطات براكة” للطاقة النووية السلمية، في إتمام عملية بداية تشغيل مفاعل المحطة الأولى.
وذكرت وكالة أنباء الامارات ( وام ) اليوم أن هذا الإنجاز يعد الأهم في مسيرة البرنامج النووي السلمي الإماراتي ومحطات براكة للطاقة النووية في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي.
وقال الشيخ محمد بن راشد في تغريدات بحسابه على موقع “تويتر”، السبت: “نجحت فرق العمل في تحميل حزم الوقود النووي وإجراء اختبارات شاملة وإتمام عملية التشغيل بنجاح. أبارك لأخي محمد بن زايد هذا الإنجاز
وأضاف الشيخ محمد بن راشد: “الهدف تشغيل 4 محطات للطاقة النووية ستوفر ربع حاجة الدولة من الكهرباء بطريقة آمنة وموثوقة وخالية من الانبعاثات”.
وتابع: “الإمارات شطرت الذرة وتريد استكشاف المجرة. رسالة للعالم بأن العرب قادرون على استئناف مسيرتهم العلمية ومنافسة بقية الأمم العظيمة. لا شيء مستحيل”.
وقال ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد، في تغريدة على “تويتر”: “حققنا نقلة نوعية في قطاع الطاقة الإماراتي وخطوة مهمة على طريق استدامة التنمية، بأيدي كفاءاتنا الوطنية”.
وأضاف: “المحطة الأولى من محطات براكة للطاقة النووية السلمية تبدأ عملياتها التشغيلية وفق أعلى معايير السلامة العالمية. براكة إنجاز حضاري وتنموي تضيفه الإمارات إلى رصيد إنجازاتها المتفردة”.
ولفتت الوكالة إلى أن شركة نواة للطاقة، التابعة للائتلاف المشترك بين مؤسسة الإمارات للطاقة النووية والشركة الكورية للطاقة الكهربائية /كيبكو/، منذ تسلمها رخصة تشغيل المحطة الأولى في براكة من الهيئة الاتحادية للرقابة النووية في فبراير الماضي، وإتمام تحميل حزم الوقود النووي في مفاعل المحطة في مارس 2020، بدأت في تنفيذ برنامج اختبارات شامل وبشكل آمن وصولاً إلى نجاحها في إتمام عملية بداية تشغيل مفاعل المحطة الأولى.
ووفق الوكالة، تتمثل عملية بداية تشغيل مفاعل المحطة الأولى، في إنتاج الحرارة داخل المفاعل للمرة الأولى بشكل آمن من أجل توليد البخار الذي يعمل بدوره على دوران التوربين لإنتاج الكهرباء، حيث ركز خبراء فريق تشغيل المفاعلات المعتمد في “نواة” على التحكم الآمن بهذه العملية وكذلك التحكم بمستوى الطاقة الناتجة عن المفاعل.
ولفتت الوكالة إلى أنه بعد عدة اختبارات ستكون المحطة الأولى جاهزة للربط مع شبكة كهرباء دولة الإمارات العربية المتحدة وإنتاج أول ميجاواط من الكهرباء الصديقة للبيئة للمنازل والقطاعات التجارية في الدولة.
وأشارت إلى أن كافة الاختبارات هذه تمت تحت إشراف الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، الجهة الرقابية المستقلة للأنشطة النووية في الدولة، وبعد إتمام مراجعة ما قبل بداية التشغيل للمحطة الأولى من قبل الرابطة العالمية للمشغلين النوويين في يناير الماضي، وقبيل الحصول على رخصة تشغيل، والتي أكدت أن المحطة ملتزمة بأفضل معايير الأداء في قطاع الطاقة النووية.
وقال محمد إبراهيم الحمادي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية: “بلا شك تعد هذه لحظة تاريخية لدولة الإمارات العربية المتحدة، والتي أتت تتويجاً لأكثر من عقد من الرؤية الطموحة والتخطيط الاستراتيجي والإدارة المحكمة للبرنامج النووي السلمي الإماراتي”.
ولفت إلى أنه بالرغم من التحديات الحالية التي تواجه العالم، أظهرت فرق العمل لديهم قدراً كبيراً ومميزاً من المرونة والالتزام بإنجاز المحطة الأولى بأمان تام، مضيفا :”نقترب خطوة أخرى من تحقيق هدفنا الخاص بتوفير ربع احتياجات الدولة من الكهرباء، وتعزيز مسيرة النمو والتطور لمستقبل الدولة باستخدام طاقة كهربائية آمنة وموثوقة وخالية من الانبعاثات”.
وتابع بأن محطات براكة للطاقة النووية أصبحت محركاً للنمو في دولة الإمارات، حيث ستنتج المحطات الأربع فور تشغيلها بالكامل 25 بالمئة من الكهرباء الخالية من الانبعاثات الكربونية في الدولة، إلى جانب دعم التنوع الاقتصادي من خلال توفير آلاف الوظائف المجزية عبر تطوير قطاع مستدام للطاقة النووية النووية وسلسلة إمداد محلية”.
وتقول الوكالة إنه بهذا الإنجاز أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة الأولى في العالم العربي ورقم 33 على مستوى العالم، التي تنجح في تطوير محطات للطاقة النووية لانتاج الكهرباء على نحو آمن وموثوق وصديق للبيئة، حيث تساهم محطات براكة بشكل كبير في جهود الدولة الخاصة بتوفير الطاقة الكهربائية بالتزامن مع خفض الانبعاثات الكربونية الناجمة عن إنتاج الكهرباء.
ولفتت إلى أنه عند التشغيل بشكل كامل، ستنتج محطات براكة الأربع 5.6 جيجاواط من الكهرباء وستحد من 21 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً، وهو ما يعادل إزالة 3.2 مليون سيارة من طرق الدولة كل عام.
وكانت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية أعلنت حديثاً عن اكتمال الأعمال الإنشائية في المحطة الثانية في براكة وتسليم المحطة لشركة نواة للطاقة تمهيداً لبدء مرحلة الاستعدادات التشغيلية، بينما وصلت الأعمال الإنشائية في المحطتين الثالثة والرابعة إلى مراحلها النهائية، فيما وصلت النسبة الكلية للإنجاز في المحطات الأربع إلى أكثر من 94 بالمئة .