فرضت جائحة كورونا نفسها على العالم، وجميع اقتصاداته، وعلى صحة الإنسان، ونظرًا لحدة الآثار، فرضت جميع الدول العديد من الإجراءات الوقائية، والتي تخالف الطبيعة البشرية، كالتباعد والحظر والوقاية، ولبس الكمامات والقفازات، وشكلت هذه الإجراءات نجاح المملكة في مكافحة الفيروس، وعدم انتشاره، وحماية المواطن، والاقتصاد السعودي.
وجاءت الأزمة لتعلمنا المواعظ، والقيم الإيجابية، وسبل التوفير، والاقتصاد في شراء ما يلزم الأسرة والبيت من مواد غذائية وتموينية، وتأجيل شراء الملابس، والكماليات لما بعد أزمة كورونا، وحتى نتبضع وفقًا لأجواء مريحة، ودون أي ضغوط، وخوف من العدوى، وعدم الاختلاط في الأسواق المزدحمة.
وكان قرار الدولة – أعزها الله – بالحجر، وحظر الحركة هو عين الصواب، حيث كان لصالحنا ومن أجل أمننا، وسلامتنا الصحية، والحد من آثار الوباء على الاقتصاد الوطني، لذا يجب علينا في هذه الأزمة أن نتعلم الاقتصاد، وإدارة الأموال، وعدم الإسراف، وتبذير النعمة، فهناك من هم بحاجة لها.
ويجب علينا ممارسة الأنشطة والهوايات، وبعض العادات المحببة، والمشروعة في العيد كبذل الصدقات، ومساعدة الفقراء، والضعفاء والمحتاجين، والتوسع في أعمال الخير، وصلة الأرحام والتراحم، والتعاون والتكافل، وإخراج زكاة الفطر، فأحب الأعمال إلى الله إدخال السرور على أخيك المسلم.
فيجب علينا كمواطنين أن يكون لدينا حسن إدارة، وتوظيف أمثل للموارد المالية دون تبذير، وإسراف وأن نتحمل جزءاً من المسؤولية، فالديون تتضاعف علينا بسبب عدم الاقتصاد، لذا يجب أن نطور سلوكنا، ونعرف كيف ندخر ونصرف، لأن الترشيد ضروري في كل مجالات الحياة، وهو جزء من الإدارة التي يحتاجها الفرد والمجتمع.
ويفترض بنا الانتظار حتى زوال الوباء، وعودة جميع قطاعات الأعمال، وهناك بعض النشاطات الاقتصادية متوفرة، وأتاحت الدولة – أعزها الله – لبعض المراكز التجارية فتح أبوابها مع تطبيق التباعد، وتحديد مسافات آمنة، إلى جانب بقية الإجراءات، والتدابير الاحترازية الأخرى، والحدّ من الخروج من المنازل، إلّا للضرورة.
فمرحلة مكافحة الوباء لا تزال مستمرة، ونحن في مرحلة مقاومة للازمة، وهذا يتطلب منا جميعًا التعاون فيما بيننا، والإحساس بالمسؤولية من جميع أفراد المجتمع السعودي، وضرورة تطبيق التباعد، والتقيد بتعليمات الدولة – أعزها الله – والالتزام بها في هذه الظروف الحرجة، والحرص على صحة، وسلامة المواطن والمقيم، واقتصاد الوطن.
ويجب علينا الالتزام بالأمن والسلامة، وأن نكون حذرين من الوباء، وقدوة حسنة في المنزل، وبين الأهل، والأقرب وحماية أنفسنا وأهلنا، فالعيد السعيد أن نكون سالمين من عوارض الوباء، ونأمل مزيدًا من التوعية، وتشجيع المواطنين على الشراء بأسعار معتدلة، وتتناسب مع جميع فئات المجتمع حتى نقتصد في شراء حاجاتنا.
وعلى الجهات المعنية مراقبة الأسعار، والحد من ارتفاعها، وتأثيراتها الاجتماعية، وتقديم مصلحة الوطن، والمواطن على المصلحة الخاصة استجابة لنداءات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله – بخدمة الوطن والمواطن، والحفاظ على أمنه واستقراره، وكل عام وأنتم بخير.