منتدى منيرة الملحم لخدمة المجتمع بالغاط يختتم فعالياته بتوصيات ومبادرات نوعية تسهم في تحسين الحياة لكبار السن وإشراكهم في التنمية المجتمعية

في دورته الثامنة عشرة بعنوان استشراف مستقبل كبار السن من التحديات إلى التمكين

ندى البليهي

اختتمت فعاليات منتدى منيرة الملحم لخدمة المجتمع في دورته الثامنة عشرة، والذي خُصّص هذا العام لبحث واقع كبار السن وجودة حياتهم، بمشاركة مختصين من الجهات الحكومية والأهلية.
وقالت رئيسة المنتدى أ.د. مشاعل بنت عبدالمحسن السديري، مساعدة المدير العام لمركز عبدالرحمن السديري الثقافي في كلمة الافتتاح إن المنتدى هدَفَ إلى تحليل واقع كبار السن والتعرّف على احتياجاتهم الحياتية، ورصد التحديات المؤثرة على جودة حياتهم، واقتراح الحلول لمعالجتها بما يضمن لهم حياة كريمة.

وشددت السديري على أن رعاية كبار السن هي “رسالة إنسانية ومجتمعية راسخة، اعترافًا بفضلهم وتقديرًا لعطائهم”، مشيرة إلى أن اختيار الموضوع يهدف إلى التوعية المجتمعية بضرورة إشراكهم في خدمة المجتمع بما يملكونه من خبرات ورغبة في استمرار العطاء.

في الجلسة الأولى، قدّمت الأستاذة هدى النعيم من مجلس شؤون الأسرة عرضًا تناولت فيه التحولات الديموغرافية وأثرها على فئة كبار السن، مؤكدة أهمية تعزيز التشريعات ورفع الوعي المجتمعي بمكانتهم، وإتاحة الفرص للمشاركة في التنمية المجتمعية.
وتحدثت الأستاذة هدى النعيم عضو لجنة كبار السن في مجلس شؤون الأسرة فقالت إنه في ضوء التغيرات الديموغرافية والاجتماعية التي تشهدها المملكة العربية السعودية، تتضح ضرورة الاهتمام بكبار السن، وأكدت على الحاجة الملحة لتعزيز الوعي المجتمعي وتكثيف الجهود التنموية لتحسين جودة الحياة لهذه الفئة العزيزة علينا.

وكانت المتحدث الثانية في الجلسة الأولى الأستاذة ندى عبدالله البواردي الخبيرة والمستشارة في العديد من الجمعيات، فاستعرضت أهم التحديات التي تواجه كبار السن وتؤثر على جودة حياتهم: مثل انتشار الأمراض المزمنة والتحديات النفسية والاجتماعية كالعزلة والوحدة، وفقدان الدور الاجتماعي بعد التقاعد، ودعت لتجسير الفجوة التقنية بين كبار السن والأجيال الأصغر.

وجاءت الجلسة الثانية للمنتدى بعنوان كبار السن كمورد تنموي تعزيز الأثر والمشاركة المجتمعية، أدارتها د. لجين أحمد الحقيل، عضو هيئة التدريس بكلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة الملك سعود.

وتحدثت في الجلسة الأستاذة نورة السديري مساعدة وكيل الكلية لشؤون التعليم الإكلينيكي والعيادات بجامعة الملك سعود، فاستعرضت دور التكنولوجيا في تمكين كبار السن، فقالت إن التكنولوجيا تعد عنصرًا أساسيًا في دعم استقلالية كبار السن وتعزيز جودة حياتهم، انسجامًا مع مستهدفات رؤية السعودية 2030. وأشارت إلى أن كبار السن يواجهون عدة تحديات، أبرزها محدودية الخبرة التقنية، إضافة إلى مخاطر الاحتيال الإلكتروني، ودعت لتوفير برامج توعية وتدريب مناسبة لهم.

وكان المتحدث الثاني في الجلسة أ.د. عبدالعزيز بن علي الغريب، أستاذ التغير الاجتماعي والثقافي، فأكد أهمية استشراف حالة كبار السن، وأكد أهمية التخطيط المبكر على مستوى الأفراد والمجتمع بسياساته وتشريعات ومنظماته؛ للوصول إلى توصيات تعزز من حالتها الإيجابية في المجتمع السعودي لزيادة فرص التمكين والاندماج المجتمعي وفتح مجالاته، وتحقيق التوافق الاجتماعي لكبار السن.

وبمناسبة عقد المنتدى، أعلنت الدكتورة السديري عن إطلاق أربع مبادرات جديدة هذا العام في مجال تعزيز أدوار كبار السن في التنمية المجتمعية: المبادرة الأولى مشروع محو الأمية الرقمية لكبار السن في القرى، وهو أحد مشاريع صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز للإنماء الاجتماعي، ومن ضمن مبادرات اللجنة النسائية للتنمية المجتمعية بإمارة الرياض بالشراكة مع جامعة المجمعة ممثلة في مرصد المسئولية الاجتماعية. والثانية، مبادرة صحة المرأة الريفية بالشراكة مع جامعة المجمعة، بهدف التوعية بمفهوم الصحة الشاملة للمرأة؛ الإنجابية، والأمراض المزمنة، والصحة النفسية. والمبادرة الثالثة بعنوان: برنامج إحسان بالتعاون بين مركز عبدالرحمن السديري الثقافي والشؤون الصحية بالحرس الوطني ممثلة ببرنامج الأمان الأسري، تهدف للتوعية التثقيفية لمواجهة العنف ضد كبار السن. أما المبادرة الرابعة: فبرنامج بركة حياتنا، بالتعاون مع مؤسسة الأميرة العنود الخيرية، يهدف لتعزيز مشاركة كبار السن الاجتماعية، وتنمية مهاراتهم، وتوفير أوقات ممتعة ومفيدة.

وقالت رئيسة المنتدى أ.د. مشاعل بنت عبد المحسن السديري إن المنتدى خرج بتوصيات مهمة، من شأنها تعزيز الأدوار التي يمكن أن يقوم بها كبار السن في المجتمع السعودي، وأهم هذ التوصيات:
1. تبنّي “العمر الاجتماعي” بدلا من العمر الزمني كمعيار وحيد لتحديد مرحلة الشيخوخة، وكمفهوم أكثر شمولية يعكس القدرات والاحتياجات المتنوعة لكبار السن. ودمج مفهوم “شيخوخة النساء” في الدراسات والبرامج الوطنية لمعالجة الفجوات بين الجنسين في فرص التمكين والرعاية.
2. ضرورة التخطيط الاستراتيجي للشيخوخة، بإعداد خطط وطنية وبرامج إستراتيجية لاستثمار خبرات كبار السن.
3. تفعيل الأطر التشريعية والالتزامات الدولية، وأهمها مواد نظام حقوق كبير السن، لضمان حماية حقوقهم وتوفير الرعاية اللازمة لهم.
4. تطوير منظومة متكاملة للتمكين الرقمي لكبار السن، تشمل تصميم واجهات رقمية سهلة الاستخدام، وتوفير برامج تدريبية مبسطة، وحمايتهم من المخاطر الرقمية.
5. التمكين الاجتماعي والثقافي بخلق فرص ومبادرات تتيح لكبار السن مشاركة خبراتهم مع الأجيال الأخرى.
6. تطوير المهارات وتعزيز المشاركة بتصميم برامج تدريبية ومهارية تسهم بكسر العزلة الاجتماعية، وتشغل أوقات فراغهم بأنشطة منتجة وممتعة، لتعزيز شعورهم باستمرار العطاء.
7. تفعيل الشراكات المجتمعية بين القطاعات كافة لتقديم مبادرات وبرامج مشتركة لكبار السن، لتعزيز الاستدامة والفعالية في تقديم الخدمات.
8. توفير خيارات سكنية ملائمة، والعمل على إيجاد حلول مبتكرة تضمن لهم بيئة سكنية آمنة ومريحة تدعم استقلاليتهم.
9. تطوير مؤشرات جودة الحياة بإدراج مؤشرات وطنية متخصصة لقياس جودة حياة كبار السن، تشمل الجانب الصحي والمشاركة الاجتماعية، والرضا النفسي، لتوفير بيانات دقيقة لصنّاع القرار لتحسين السياسات والخدمات الموجهة لهم.
وأكد المنتدى استمرار دوره السنوي في طرح القضايا الاجتماعية المؤثرة، وتقديم مبادرات تُسهم في خدمة المجتمع وتعزيز جودة الحياة.

زر الذهاب إلى الأعلى