رشاد اسكندراني
شارك الفنان المصمم الإماراتي خالد الشعفار، المولود في دبي عام 1980، في مسار واحة القطارة بمشروعه الفني المبتكر “سجادة السدو الحمراء”. يُعتبر الشعفار أحد أبرز المصممين في الإمارات، حيث يتميز بقدرته على دمج التراث الإماراتي مع تصميم الأثاث ومنتجات التصميم المعاصرة، مُقدماً أسلوباً فريداً يمزج بين الذاكرة المحلية والابتكار العالمي.
رحلة فنية مميزة
درس خالد الشعفار في كلية سنترال سانت مارتنز في لندن، ثم تابع دراسته في مركز الفنون الدقيقة للأشغال الخشبية في نيوزيلندا. في عام 2010، أسس استوديوه الخاص، حيث بدأ في تقديم أعماله التي تحتفي بجماليات الحرفة الإماراتية بروح معاصرة. تشمل أبرز أعماله “الرحالة” المستوحى من عمارة العريش التقليدية و”هلال إلى هلال” الذي تم تصميمه ضمن برنامج “ميد أوف ميكرز” لدار “جيغر لوكولتر”.
“سجادة السدو الحمراء”
يستعرض الشعفار في عمله “سجادة السدو الحمراء” تركيبًا فنيًا مبتكرًا يجمع بين الضوء والطوب، حيث يُعيد ابتكار فن السدو التقليدي بأسلوب حديث يربط الذاكرة المادية بالفضاء العمراني. تستند فكرة العمل إلى حرفة السدو المُدرجة على قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي، التي كانت تزيّن الخيام والمنازل بخيوط الصوف المطرّزة.
تمتد “سجادة السدو الحمراء” على مسار يبلغ طوله 70 متراً داخل أحد المباني التاريخية، حيث تتحول نقوش السدو إلى شبكة هندسية منتظمة تعكس إيقاع النسيج التقليدي بلغة بصرية حديثة. يُجسّد الشعفار السدو كرمز ولغة، مشيراً إلى الاتصال بين اليد التي نسجت قديماً والمدينة التي تنبض اليوم بإيقاعها المعاصر.
حوار بين الماضي والحاضر
يطرح هذا العمل حوارًا بين الماضي والحاضر، بين الطوب والضوء، حيث يمنح أحدهما الشكل والملمس، بينما يُبقي الآخر روح السدو حية في النسيج الممتد. على هذه السجادة، يمكن للزوار السير ببطء والتأمل في كيفية انسجام الإيقاع مع خطواتهم نحو نهاية الممر، حيث يجدون وميضًا يشبه دفء الخيوط التي احتفظت بذاكرة اليد.
يتقدم خالد الشعفار بهذه المبادرة الفنية الفريدة، معززا قيم التراث والثقافة في مجتمعنا، ويأمل أن يُلهم الكثيرين لاستكشاف الجمال الموجود في تقاليدنا.
