✍🏻 دلال الودعاني
يشهد العالم اليوم تطورًا متسارعًا في مجالات التقنية والابتكار، ويأتي الذكاء الاصطناعي في مقدمة هذه التحولات بوصفه أحد أهم أدوات التطوير في القرن الحادي والعشرين. وقد أصبح توظيفه في بيئة العمل التربوي خطوة أساسية نحو تحقيق كفاءة أعلى في الأداء، وتحسين جودة الخدمات التعليمية والإدارية.
يسهم الذكاء الاصطناعي في تطوير العمليات داخل المؤسسات التربوية من خلال تحليل البيانات التعليمية والإدارية، والتنبؤ بالاحتياجات المستقبلية، ودعم اتخاذ القرار المبني على مؤشرات دقيقة. كما تسهم الأنظمة الذكية في تقليل الأعباء الإدارية، وإتاحة الوقت للممارسات الإبداعية التي تعزز جودة التعليم والتعلّم.
وفي مجال التعليم، أتاح الذكاء الاصطناعي فرصًا واسعة للتعلّم المخصص وفق احتياجات المتعلمين، من خلال الأنظمة التفاعلية التي تتابع تقدم الطالب وتقترح له المحتوى المناسب. كما ساعد في تطوير أدوات التقويم الذكية، وتقديم التغذية الراجعة الفورية للطلاب والمعلمين.
أما في إدارة الموارد البشرية التربوية، فقد مكّن الذكاء الاصطناعي من تحسين عمليات التوظيف والتدريب والمتابعة، من خلال تحليل الكفاءات، وتحديد مجالات التطوير، وتقديم برامج تدريبية مصممة وفق الاحتياج الفعلي.
إن توظيف الذكاء الاصطناعي في البيئة التربوية لا يهدف إلى استبدال العنصر البشري، بل إلى تمكينه وتعزيز قدراته على الإبداع والابتكار. فالمعلم والقائد التربوي يظلان محور العملية التعليمية، بينما يأتي الذكاء الاصطناعي كأداة داعمة لتحقيق رؤية التعليم المستقبلية.
وفي ضوء رؤية المملكة 2030 التي تؤكد على التحول الرقمي وبناء اقتصاد معرفي متطور، يُعد الاستثمار في الذكاء الاصطناعي في الميدان التربوي خطوة استراتيجية نحو تعليم حديث ومخرجات نوعية تواكب تطلعات المستقبل.
