السينما لغة المكان.. عروض نقدية تكشف البعد الإنساني في الجغرافيا البصرية في ختام مؤتمر النقد السينمائي الدولي 2025

الرياض- سمو العتيبي

واصلت هيئة الأفلام في اليوم الثالث من فعاليات مؤتمر النقد السينمائي الدولي 2025م بالرياض، برنامجها الثقافي بالعروض التقديمية والورش التفاعلية والتي جمعت بين النظرية والتطبيق، مسلطة الضوء على العلاقة العميقة بين السينما والمكان بوصفه مكوّنًا جماليًا وسرديًا في بناء المعنى السينمائي.

شهد المسرح الرئيسي ثلاث عروض تقديمية متتابعة، استهلتها الكاتبة الإسبانية إيفا بيدرو سانز بقراءة في سينما برناردو برتولوتشي تحت عنوان القوةالسردية للأماكن في سينما برتولوتشي، مؤكدة أن المكان في أفلامه ليس مجرد خلفية للأحداث، بل كيان يشارك في تشكيل الذاكرة والهوية، ويوازي الشخصيات في التأثير والعمق. ثم قدّمت الناقدة البنغلاديشية ساديا خالد عرضًا بعنوان دكا فيالسينما: تحية سينمائية لإحدى أصعب المدنللعيش، تناولت فيه صورة مدينة دكا التي تُقدَّم في السينما البنغلاديشية كرمزٍ للتحول الإنساني بين الفوضى والبحث عن المعنى. واختُتمت العروض بورقة الناقد البرتغالي مانويل هالبرن حول مكانالغرائبية في سينما ميغيل غوميز، مشيرًا إلى أن الغرائبية في السينما تنبع من الدهشة بالمختلف والبعيد، لكنها تتحول إلى تأمل في الهوية والثقافة والإنسان.

كما شهد اليوم الثالث ورشة عمل بعنوان تحليل اللغةالمرئية في الأفلام، قدّمتها صانعة الأفلام السعودية سارة بالغنيم، موضحة أن اللغة البصرية هي أداة المخرج للتعبير بالصورة دون الحاجة إلى الكلمات، إذ تُروى القصة عبر التكوين والإضاءة والألوان وحركة الكاميرا والمونتاج والصوت، لتصل بإحساسها الكامل وعمقها الجمالي إلى المتلقي.

وحظيت الجلسات بتفاعل واسع من النقاد والمهتمين حيث أسهم المؤتمر بنسخته الثالثة في تعميق الحوار حول السينما بوصفها فن المكان، مقدمًا منظورًا نقديًا جديدًا يعيد للفضاء الجغرافي، مكانته في تشكيل المعنى السينمائي الحديث.

زر الذهاب إلى الأعلى