ملتقى الترجمة الدولي 2025 يستعرض دور الترجمة الطبية كجسر تواصل إنساني في المنشآت الصحية

سمو الحربي

استعرضت جلسة حوارية بعنوان “لغة الحياة: الترجمة الطبية في المنشآت الصحية” ضمن أعمال ملتقى الترجمة الدولي 2025، الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة تحت شعار “من السعودية نترجم المستقبل”، أبرز الممارسات المهنية في مجال الترجمة الطبية، ودور المترجمين في دعم جودة الخدمات الصحية وتعزيز التواصل بين المرضى والكوادر الطبية.

أدار الجلسة الدكتور خليفة الهزاع من جامعة قطر، بمشاركة الأستاذة روكسان لاشين من الهيئة الوطنية لاعتماد المترجمين والمفسرين في أستراليا (NAATI)، والأستاذة فرانسيسكا ماتيودو المترجمة الطبية المتخصصة، والأستاذة ريم الفراش المترجمة الطبية المعتمدة.

ناقش المتحدثون واقع الترجمة الطبية في المؤسسات الصحية، مؤكدين أن المترجم الطبي يمثل عنصرًا أساسيًا في المنظومة العلاجية، من خلال ضمان دقة التواصل بين الطبيب والمريض، ونقل المعلومات الطبية بما يحافظ على سلامة المريض ويعزز فعالية التشخيص والعلاج.
وأشاروا إلى أن الترجمة الطبية تتجاوز كونها عملية لغوية إلى كونها جسرًا إنسانيًا يعزز الثقة والتفاهم بين المريض والفريق الطبي، إذ يلعب المترجم دورًا محوريًا في نقل المشاعر والمعاني الدقيقة، وضمان أن تصل المعلومة بلغة تراعي الفروق الثقافية والإنسانية، بما ينعكس إيجابًا على جودة الرعاية الصحية المقدّمة.

وأكد المشاركون على ضرورة تطوير برامج تعليمية متخصصة في الجامعات والمؤسسات التدريبية لتأهيل مترجمين قادرين على مواكبة التطورات في القطاع الصحي، واستخدام التقنيات الحديثة في الترجمة بما يتماشى مع التحول الرقمي في الخدمات الطبية. وأشاروا إلى أن العالم يشهد اليوم ثورة معرفية وصناعية متسارعة يقودها الذكاء الاصطناعي، ما يجعل المترجمين في حاجة مستمرة إلى اكتساب مهارات جديدة وتطوير أدواتهم المهنية لمواكبة هذا التحول.

وشددوا على أن الذكاء الاصطناعي لا يمكنه أن يحلّ محلّ المترجم البشري، إذ يظل المترجم الإنساني هو القادر على نقل المعنى الدقيق وفهم السياق الثقافي والعاطفي للنصوص، في حين تفتقر الآلة إلى تلك الحساسية الإنسانية التي تضمن جودة التواصل وسلامة المعنى. كما أوضحوا أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون شريكًا للمترجم لا بديلًا عنه، إذا أُحسن توظيفه لتعزيز الدقة والسرعة في العمل، داعين إلى تصميم برامج تدريبية تُمكّن المترجمين من استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بوعيٍ ومسؤولية، وتطوير منهجيات تجمع بين الخبرة الإنسانية والابتكار التقني في الممارسة المهنية.

ويأتي ملتقى الترجمة الدولي 2025، الذي يُقام في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض خلال الفترة من 6 إلى 8 نوفمبر، ضمن جهود هيئة الأدب والنشر والترجمة لتعزيز مكانة المملكة مركزًا ثقافيًا ومعرفيًا رائدًا، ودعم صناعة الترجمة بوصفها جسرًا للتواصل الحضاري ومكوّنًا أساسيًا في تحقيق رؤية المملكة 2030 من خلال تمكين الكفاءات الوطنية وتوسيع الشراكات الدولية في مجالات الترجمة المتخصصة.

زر الذهاب إلى الأعلى