نظَّم المكتب الثقافي المصري بالرياض مساء أمس الخميس 16 أكتوبر 2025م أمسية ثقافية بعنوان (المتحف المصري الكبير.. رهان السياحة المصرية)، برعاية معالي السفير إيهاب أبو سريع سفير جمهورية مصر العربية بالمملكة العربية السعودية، وإشراف الأستاذ الدكتور أحمد سعيد فهيم منصور الملحق الثقافي ورئيس البعثة التعليمية المصرية بالمملكة؛ تحدث فيها الفنان والمؤرخ المصري الدكتور محمد خميس، وحضرها القنصل ياسر هاشم قنصل جمهورية مصر العربية بالرياض، والمستشار محمد عليان المستشار العمالي بالسفارة المصرية، وأدارها الإعلامي المصري حماده عثمان، بحضور حشد كبير من أبناء الجالية المصرية بالرياض، وعدد من المهتمين بالسياحة والآثار.
بدأت الأمسية بكلمة للملحق الثقافي الأستاذ الدكتور أحمد سعيد فهيم منصور رحَّب فيها بالضيوف والحضور مؤكدًا أهمية أن يحتفي المكتب الثقافي المصري في الرياض بصرحٍ حضاريٍّ فريد يعكس عبقرية الإنسان المصري وإبداعه المتجدد، وهو (المتحف المصري الكبير)، مشيرًا إلى أن المتحف يعد من أهم المشروعات الثقافية في العالم الحديث، ويمثل مرحلة جديدة في إبراز عظمة الحضارة المصرية القديمة بأسلوب معاصر يجمع بين الأصالة والتطور، وأن افتتاحه بالقرب من أهرامات الجيزة لم يكن مجرد حدث ثقافي، بل كان رسالة من مصر إلى العالم تؤكد فيها استمرار عطائها الحضاري، وقدرتها على الجمع بين التاريخ العريق والرؤية الحديثة.
كما أوضح أن المتحف يضم آلاف القطع الأثرية النادرة التي تجسد قصة الإنسان المصري منذ فجر التاريخ، ويتيح للزائر تجربة ثقافية متكاملة تعرّف بتاريخ مصر وإسهاماتها في الحضارة الإنسانية، ويُعد مركزًا للتعلم والبحث والتواصل الثقافي، بما يجعله منارةً عالمية تليق بمكانة مصر ودورها الحضاري الرائد.
وفي ختام كلمته أوضح الأستاذ الدكتور أحمد سعيد فهيم منصور أن الاحتفاء بهذا الإنجاز الوطني من خلال الملحقية الثقافية التعليمية المصرية بالسعودية ” بتوجيه من معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي المصري الأستاذ الدكتور أيمن عاشور ومساعد الوزير رئيس قطاع الشئون الثقافية والبعثات الأستاذ الدكتور أيمن فريد ” يؤكد الحرص الدائم على نشر الوعي بتاريخ مصر العريق بين أبناء الجالية المصرية والطلاب المصريين بالخارج، بهدف تعزيز ارتباطهم بجذورهم وهويتهم الحضارية، لأن المتحف المصري الكبير ليس فقط وجهة سياحية عالمية، بل مصدر فخر وإلهام لكل المصريين، واعتبر أن هذه الأمسية الثقافية بمثابة دعوة مفتوحة للعالم ليتعرف على روح مصر التي لا تنطفئ.
ومن جانبه؛ قدم المؤرخ المصري الدكتور محمد خميس عرضًا ضافيًا ومتكاملاً عن أقسام المتحف المصري الكبير ومحتوياته وربطها بالتاريخ، وتحدث باستفاضةٍ عن عظمة الحضارة المصرية القديمة، والقيمة الحضارية التي يمثلها المتحف، مشيرًا إلى أهمية الموقع الجغرافي للمتحف بالقرب الأهرامات وما تمثله من رمزية كبيرة في الحضارة المصرية القديمة.
كما قدم الدكتور محمد خميس وصفًا شاملًا للمتحف وتصميمه الهندسي، ومحتوياته، وقاعات العروض المتحفية، بالإضافة إلى تسليط الضوء على الأبعاد الحضارية والثقافية والاقتصادية والسياحية للمتحف المصري الكبير الذي يعد المتحف الأكبر في العالم، ويعد أيضا الرهان الأحدث في منظومة السياحة المصرية، حيث يضم أكثر من مئة ألف قطعة أثرية من العصور المصرية، والرومانية، واليونانية، ويتسع لاستقبال أكثر من خمسة ملايين زائر سنوياً، وهو ما سيعطي دفعةً كبيرة للقطاع السياحي في مصر.
وقد تضمن برنامج الأمسية عرض فيلم تسجيلي عن المتحف المصري الكبير، بالإضافة إلى عدد من العروض الفنية التي قدمها طلاب وطالبات مدارس المسار التعليمي المصري بالرياض، وتميزت تلك العروض بأنها استلهمت الزي الفرعوني وركزت على الأداء الفني المصري بما يتناسب مع طبيعة الأمسية، وأبعادها الثقافية والأثرية التي تعكس الهوية المصرية.