معرض الصقور والصيد السعودي الدولي 2025 بالرياض يستقطب آلاف الزوار والشخصيات البارزة بمزادات وفعاليات عالمية

صالحة آل بيهان القحطاني

في مطلع أكتوبر، ارتدت الرياض حلّتها التراثية وهي تحتضن معرض الصقور والصيد السعودي الدولي 2025، الذي أقيم في مركز الرياض للمعارض والمؤتمرات بملهم، على مساحة تجاوزت 190 ألف متر مربع، خلال الفترة من 2 إلى 11 أكتوبر.
المعرض، الذي نظمه نادي الصقور السعودي، شكّل تظاهرة ثقافية واقتصادية عالمية، جمعت بين أصالة الموروث العربي وابتكارات العصر الحديث .

إقبال جماهيري وزوار من كل مكان

شهد المعرض حضورًا جماهيريًا واسعًا من مختلف شرائح المجتمع، حيث توافدت العائلات والأسر، وشارك الأطفال في “قرية صقار المستقبل” التي قدّمت لهم تجربة تفاعلية تعليمية. كما استمتع الزوار بالعروض الشعبية والأنشطة الترفيهية والورش الفنية، بينما شهدت أروقة المعرض حضورًا لافتًا من الصقّارين المحترفين والهواة، إلى جانب السياح الأجانب الذين أعربوا عن إعجابهم بالتنظيم وتنوع الفعاليات.

فعاليات وأنشطة ثرية

ضم المعرض أكثر من 23 فعالية متنوعة، من أبرزها:
• منطقة الصقور المنغولية التي قدّمت للزوار سلالات نادرة من الطيور.
• متحف السلوقي الذي أبرز تاريخ الكلب العربي الأصيل وعلاقته بالصيد.
• العروض الفلكلورية والفروسية التي مزجت بين أصالة التراث وحركة الصقور في عروض مسرحية حية.
• سباق الملواح الذي استمر ستة أيام، بمشاركة واسعة من الصقّارين، وبجوائز بلغت 600 ألف ريال.

كما شهدت قاعات المعرض ورش عمل وجلسات حوارية ناقشت قضايا الصقارة، تجارة الصقور، حماية البيئة، إلى جانب ورش الحرف اليدوية والفنون التراثية.

مزادات الصقور المنغولية

أحد أبرز فعاليات المعرض كان المزاد الدولي للصقور المنغولية، حيث بيعت نخبة من الصقور بأسعار قياسية وصلت إلى 650 ألف ريال. وقد عكست هذه المزادات قيمة الصقور في الثقافة العربية وأهميتها الاقتصادية، لتؤكد مكانة المملكة كسوق عالمي في مجال الصقارة والصيد.

أجنحة مبتكرة وحضور دولي

تميّز المعرض بمشاركة أكثر من 1300 عارض وشركة محلية وعالمية، من بينها أجنحة لوزارات ومؤسسات حكومية وخاصة:
• جناح وزارة الداخلية الذي قدّم خدمات ذكية وتفاعلية.
• جناح أمانة منطقة الرياض الذي ركز على البيئة والصيد المستدام.
• الجناح الصيني الذي طرح تقنيات مبتكرة لإعادة تأهيل الأراضي الصحراوية.

كما شاركت جمعيات ثقافية سعودية، بينها جمعية نجران الثقافية، التي قدّمت عروضًا جسدت التراث غير المادي للمملكة.

الشخصيات البارزة

ازدان المعرض بزيارات رفيعة المستوى، إذ حضر عدد من أصحاب السمو وكبار المسؤولين، إلى جانب سفراء ودبلوماسيين، وخبراء دوليين في مجال الحياة الفطرية، إضافة إلى إعلاميين ومؤثرين نقلوا أجواء المعرض إلى جمهور أوسع عبر منصات التواصل الاجتماعي.

الأثر الثقافي والاقتصادي

لم يكن المعرض احتفالية تراثية فحسب، بل منصة اقتصادية وثقافية دعمت السياحة الداخلية، ووفّرت فرصًا للاستثمار في قطاع الصقارة والصيد، وأسهمت في تنشيط الحركة التجارية من خلال منصات البيع والشراء والمزادات.
كما عزّز المعرض الهوية الوطنية، مؤكداً أن التراث ليس مجرد ماضٍ يُروى، بل حاضر يُصنع ومستقبل يُبنى برؤية عصرية.

في الختام

أثبت معرض الصقور والصيد السعودي الدولي 2025 أنه حدث استثنائي يجمع بين الأصالة والتجديد، ويكرّس مكانة المملكة كوجهة عالمية للثقافة والتراث والسياحة.
ومن خلال المزادات، الورش، الأجنحة المبتكرة، والزخم الكبير من الزوار والشخصيات البارزة، يواصل المعرض التحليق عاليًا في سماء العزة، تمامًا كما تحلّق الصقور، مجسّدًا روح رؤية السعودية 2030

زر الذهاب إلى الأعلى