في ندوة بـ”كتاب الرياض” سعد الحافي: الشعر الشعبي وثيقة كشفت غموض أجزاء من تاريخنا

أُقيمتْ مساءَ الخميس ضمن أنشطة البرنامج الثَّقافيّ المصاحب لفعاليّات معرض الرّياضالدّولي للكتاب، الذي تنظِّمُه هيئةُ الأدب والنَّشر والتَّرجمة، ندوةٌ بعنوان “الشّعر الشّعبيّ وتاريخالجزيرة العربيّة.. قراءة في الهويّة والذّاكرة”، قدمها الأستاذ سعد الحافي، وأدارَها الأستاذسعود المقحم، الذي استهلَّ بشكر هيئةِ الأدب والنَّشر والتَّرجمة على اهتمامها بالشّعروالشُّعراء، باسطًا لمحاتٍ من سيرة الضَّيف الحافي، مُفسِحًا المجالَ له للحديث.

وابتدر الحافي بسردٍ موجزٍ عن بداية الشِّعر الشَّعبي قائلًا: الشِّعر الشَّعبي متجذِّرٌ وَوَارفٌ فيوجدان مجتمعِ الجزيرةِ العربيَّة، وله حضورٌ بارِزٌ على امتداد جغرافيا الوطن العربيّ منذُ قرونٍطويلة، وكانت المؤشِّراتُ الأولى في القرن الثالث الهجري مع ظهور اللحن في بعض الألفاظوالجمل، ثمَّ نجد أنَّ أبا العلاء المعرِّي في القرن الخامس الهجريّ يشير بشكلٍ صريحٍ إلى شيوعاللحن في لغة أهل الجزيرة العربيَّة وخروجه عن الضَّوابط النَّحْويَّة في قوله:

استَنبَطَ العُربُ لَفظًا وَانبَرى نَبَطٌ

يُخاطِبونَكَ مِن أَفواهِ أَعرابِ

وواصل تناول الشّعر الشّعبيّ بوصفه وثيقة تاريخيَّة: أثبتَ الشّعر الشّعبيّ أنَّه وثيقةٌ يُعتمَد عليهافي استجلاء غموضِ أجزاءٍ مهمَّة من تاريخ الجزيرة العربيَّة، حيث يُغطّي فتراتٍ زمنيَّةً بعيدةًارتبطت بحركة القبائل وتغيُّر أماكنِها وقد شحَّ فيها التَّدوين إلّا من بعض الشَّواهد الشِّعريَّة التييتناقلُها الرُّواةُ أو كانت مدوَّنةً في بعض المخطوطات، والأمثلة على ذلك كثيرة.

وخَتم الحافي بحديثٍ عن دَور الشِّعر الشَّعبيّ في بناء الهُويّة الوطنيّة وقال: الشّعر الشّعبيُّ فيالجزيرة العربية يُعتبر العنصرَ الأهمَّ في تشكيل الهويّة الوطنيّة بمكوِّناتها التّاريخيّة والاجتماعيةوالثّقافيّة والعادات والتّقاليد والمبادئ الأخلاقيّة، التي تُميّزُ هذه الأمَّة عن غيرها من الأمموالشُّعوب.

وتابع: الشّعر هو الوسيلة الصَّادقة والفاعلة في نقل العناصر المتوارثة وغرسِها في نفوسِالأجيال، ممَّا يُعزِّز ارتباطها بجذورها ويَزيدُ من وعيها بالحفاظ على هويَّتها الوطنيّة.

واستطرد: هذا الشِّعر يُعزِّز القِيَم الانسانيَّة ويُنمِّي شعورَ الأفراد بالفخر بالوطن، ويحثُّهم علىالمشاركة في بناء مجتمعٍ مترابطٍ ومُستقِرٍّ.

زر الذهاب إلى الأعلى