الخبر – رشاد اسكندراني
أوضح استشاري الغدد الصماء والهرمونات بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض البروفيسور علي الزهراني أن من أبرز التحديات التي يواجهها المجتمع في المجال الصحي انتشار الإشاعات والمعلومات غير الدقيقة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتي قد تضلل المرضى وتؤدي إلى مضاعفات خطيرة في حال تم الأخذ بها دون الرجوع إلى المصادر الرسمية، منوها إلى أهمية استقاء المعلومات الطبية من القنوات الموثوقة مثل وزارة الصحة والأطباء المختصين والهيئات العلمية المعتمدة، مبينًا أن هذه الخطوة تمثل خط الدفاع الأول لحماية المجتمع من المخاطر الناتجة عن المعلومات المغلوطة.
جاء ذلك خلال أعمال اليوم الثاني للمؤتمر الدولي الخامس لمستجدات أمراض السكري والسمنة ( SaudiEndo 2025 ) والذي يقام حاليا في فندق المريديان بمدينة الخبر ، ويستمر حتى غدٍ السبت.
وأشار الزهراني إلى أن بعض الأدوية يجب ان لايتم صرفها إلا بوصفة طبية، وفي مقدمتها أدوية السمنة التي شهدت في السابق حالات إساءة استخدام خارج الإطار الطبي. علما بان استخدام بعض العلاجات او الخلطات الشعبية التي تكثر عنها الدعايات دون استشارة طبية قد تودي إلى مشكلات صحية جسيمة وصلت في بعض الحالات إلى الفشل الكبدي أو الكلوي او الوفاة. وأضاف أن تشديد وزارة الصحة على صرف هذه الأدوية عبر وصفات طبية فقط خطوة مهمة للحد من الممارسات غير المهنية وضمان الاستخدام الآمن لها كما انه يقترح ان يكون هناك تنظيم رسمي من قبل وزارة الصحة يتم فيه الحصول على رخصة لمن اراد ان يمارس الارشاد والتثقيف الطبي عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي تعج بغير الموهلين لممارسة ذلك الدور حتى نحمي المجتمع من الاشاعات المغلوطة والمعلومات الخاطئة.
وفيما يتعلق بالعلاقة بين مرض السكري والسرطان، أوضح الزهراني أن الدراسات العلمية تشير إلى وجود ارتباط بين السمنة والسكري من جهة وبعض الأورام السرطانية من جهة أخرى، إلا أن هذه العلاقة تعتبر ضعيفة ولا ينبغي أن تثير القلق المفرط لدى المرضى. وبين أن فرص الإصابة بالأورام قد تكون أعلى قليلًا لدى مرضى السكري مقارنة بغيرهم، لكن الفرق ليس كبيرًا بالشكل الذي يستدعي الخوف المبالغ فيه. وأكد أن الوقاية تكمن في نمط الحياة الصحي من خلال المحافظة على الوزن المثالي، وضبط مستوى السكر بالالتزام بالعلاج الموصوف، والابتعاد عن التدخين، وممارسة النشاط البدني بانتظام.
وتطرق الزهراني إلى ملف الأبحاث العلاجية الحديثة، موضحًا أن موضوع الخلايا الجذعية وزراعتها يُعد من المجالات الواعدة لكنه ما يزال في مراحله الأولى. حيث إن بعض التجارب على خلايا البنكرياس المستخلصة من المتوفين حققت نتائج مشجعة في حالات محددة، إلا أنها ما زالت تُطبق في مراكز متقدمة وبصورة بحثية أكثر منها علاجية شائعة. أما زراعة الخلايا الجذعية من الشخص نفسه أو من مصادر أخرى، فما زالت في طور البحث والتجارب السريرية المبكرة، ويُتوقع أن يشهد هذا المجال خلال السنوات القادمة – وربما خلال عقد أو عقدين – تطورًا كبيرًا قد يحدث نقلة نوعية في علاج مرض السكري.
واختتم الدكتور علي الزهراني تصريحه بالتأكيد على أن المؤتمرات واللقاءات العلمية تمثل فرصة ثمينة للكوادر الطبية والبحثية والإعلامية لتبادل الخبرات والمعرفة، وتسليط الضوء على المستجدات في المجال الطبي، مشددًا على أن مثل هذه الفعاليات تسهم في رفع مستوى الوعي المجتمعي، وتعزز من دور القطاع الصحي في الوقاية والعلاج والتثقيف.