يعيش العالم اليوم سباقًا اقتصاديًا ليس له حدود، ولا تكفي فيه القرارات وحدها ما لم تُدعم برسائل واضحة، وصورة ذهنية قوية. هنا، يبرز الإعلام كعنصر حاسم في بناء بيئة استثمارية جاذبة، لا من خلال الترويج فحسب، بل عبر صناعة الثقة، وقراءة السوق، وتوجيه الرؤية نحو ما يستحق.
لم يعد دور الإعلام محصورًا في نقل الأخبار أو تغطية المؤتمرات، بل تحوّل إلى أداة تنموية قادرة على تسويق الفرص، وتحفيز المستثمر، وشرح الأنظمة بلغة مبسطة يفهمها السوق المحلي والعالمي على حدٍ سواء.
الإعلام الناجح هو من يروي قصة الاستثمار بلغة يفهمها المستثمر، يشرح الموقع لا كإحداثي على الخريطة، بل كموقع استراتيجي يحمل ميزة نسبية، ويعرض العائد لا كرقم، بل كفرصة نمو مشترك بين الدولة والمستثمر.
كما أن قصص النجاح التي ينقلها الإعلام عن مشاريع وطنية أو تجارب رجال وسيدات أعمال، لا تُلهم فقط، بل تُطمئن، وتعزز الثقة في البيئة الاستثمارية. فالثقة لا تُصنع بالتشريعات وحدها، بل ببناء رواية إعلامية ذكية، ومستندة إلى الحقائق.
إن التكامل بين الإعلام والاقتصاد هو ركيزة من ركائز رؤية المملكة 2030، التي لم تفصل بين الصورة الذهنية للبلد، ومكانته كوجهة استثمارية. وقد رأينا كيف أصبحت الحملات الإعلامية الممنهجة جزءًا أصيلاً في مؤتمرات الاستثمار، ومشاريع التخصيص، ومبادرات التحول.
إن صناعة المحتوى الاستثماري لم تعد رفاهية، بل أداة من أدوات الجذب الاقتصادي. والإعلام هو من يمنح هذه الأداة صوتها، وصورتها، وتأثيرها