التعصب في التعليق الرياضي: ظاهرة تؤثر على نزاهة الإعلام الرياضي

يعد التعصب الرياضي في التعليق خلال المباريات ظاهرة تؤثر بشكل كبير على المشهد الإعلامي الرياضي في مختلف أنحاء العالم.

ويتجسد هذا التعصب في انحياز المعلق لفرق أو لاعبين معينين، مما يؤدي إلى فقدان الحيادية في تقديم الأحداث الرياضية.
وقد يظهر التعصب بعدة أشكال، مثل المبالغة في إشادة فريق معين أو انتقاد الفريق المنافس بشكل غير مبرر.
كما قد يعكس أيضاً مشاعر التعصب الشخصي أو الجماعي تجاه أندية أو رياضيين معينين، سواء كان ذلك على مستوى البطولات المحلية أو الدولية.
تساهم عدة عوامل في ظهور هذه الظاهرة الغير طبيعية، ومن أبرزها:
1- الانتماء العاطفي: قد يمتلك المعلق انتماء قوي لأحد الأندية أو الفرق، مما قد يؤثر على حياديته أثناء التعليق.
2- الضغط الجماهيري: في بعض الحالات، قد يتعرض المعلق لضغوط من جمهور الفريق الذي يؤيده، مما يدفعه إلى إظهار تعصبه بطريقة غير مهنية. كما أن وسائل التواصل الاجتماعي تلعب دوراً كبيراً في التأثير على المعلقين.
3- التوجهات الإعلامية: بعض وسائل الإعلام قد تشجع أو تروج لهذا النوع من التعصب كوسيلة لزيادة المشاهدات أو جذب المتابعين، مما يؤدي إلى تفشي الظاهرة في الوسط الإعلامي.
4- الاستراتيجية التجارية: بعض القنوات الرياضية تسعى لجذب جمهور أكبر عبر المبالغة في تقديم بعض الفرق أو اللاعبين، مما يعزز ثقافة التعصب الإعلامي.
وهناك تأثيرات السلبية للتعصب في التعليق الرياضي:
يمكن أن يكون لتعصب المعلقين تأثيرات سلبية على الجمهور، منها:
1-تشويه الحقيقة: قد يؤدي التعصب إلى تقديم الأحداث الرياضية بشكل مغلوط أو غير دقيق، مما يشوه فهم المشاهدين، وبالأخص الشباب وجمع فئات المجتمع الرياضي .
2- تحفيز العنف والتطرف: يسهم التعصب في خلق بيئة متوترة بين مشجعي الفرق المنافسة، مما قد يؤدي إلى تزايد مظاهر العنف في الملاعب أو في وسائل التواصل الاجتماعي.
3- ضعف النزاهة الإعلامية: عندما يتحول التعليق الرياضي إلى أداة لترويج الأيديولوجيات الشخصية، يفقد الإعلام الرياضي جزءاً كبيراً من مصداقيته أمام الجمهور.
4- تشويش العلاقة بين المشاهدين والرياضة: قد يؤدي التعصب إلى تقليل متعة المشاهدة، حيث يتحول الانتصار أو الهزيمة إلى قضية شخصية، بدلاً من التركيز على متعة الرياضة نفسها.
ويمكن الحد من ظاهرة التعصب؟
1- تدريب المعلقين على الحيادية: يجب أن يتلقى المعلقون الرياضيون تدريباً على كيفية الحفاظ على الحيادية في التعليق والتعامل مع ضغوط الجماهير والمواقف الصعبة.
2- مراقبة المحتوى الإعلامي: يجب أن يكون هناك رقابة على الإعلام الرياضي لضمان تقديم محتوى مهني ومحايد.
3- تشجيع النقاش الموضوعي: من خلال تعزيز ثقافة الحوار الرياضي الموضوعي والبعيد عن التعصب، يمكن تشجيع النقاشات المدروسة والمتوازنة.
4- التأكيد على دور الرياضة: يجب أن تسعى وسائل الإعلام الرياضية لتعزيز قيم الرياضة الإيجابية، مثل التسامح والاحترام، بدلاً من الترويج للانقسامات والعصبية.
رسالة هامة :
أتمنى من الاتحاد السعودي لكرة القدم أن يولي اهتمامًا خاصًا بفئة المعلقين الرياضيين، وأن يقدم لهم دورات تدريبية مكثفة لمواكبة التطور الرياضي في السعودية بما يتماشى مع رؤية 2030.
كما يجب اختيار المعلقين الأكفاء للمباريات الهامة والمفصلية ، حيث يتطلب من المعلق تحضيراً جيداً لضمان تقديم معلومات دقيقة وموثوقة للمشاهد أو المستمع ،
من أبجديات التعليق الرياضي جمع إحصائيات دقيقة عن الفرقان وتحري الدقة ، وتقديم معلومات صحيحة لا تؤدي إلى التأثير السلبي على الجمهور بجميع فئاته .
فيجب أن تظل الرياضة وسيلة للتواصل والاحتفال بالإنجازات الإنسانية، و لا تتحول إلى ساحة للتعصب والمهاترات ، والله الموفق

زر الذهاب إلى الأعلى