صالحه آل بيهان القحطاني
وثيقة تطرق الذاكرة لتعريف الناس “بدار فيصل ” ، نظم متاعه بترتيب متقن أعد كل شيء في مكانه ، جمع ومنهج محتواه بتسلسل وإخراج مبدع ليكون ذكرى للأجيال بهوية أسماها “دار فيصل”.. رحلتي في الحياة .
في هذا التقرير استعرض أثر زيارة “دار فيصل” في تعزيز المعرفة وكيف تسهم هذه الدار في توسيع آفاق الزوار وتعميق الفهم والوعي الثقافي والاجتماعي والتاريخي.
تهدف دار فيصل للتعريف بشخصية فيصل بدوي على مدى 45 عاما.
وهو معرض شخصي يعد الأول من نوعه على مستوى منطقة عسير ويضم كم هائل ومتنوع من الصور التاريخية والعمل والمبادرات والهدايا والمقتنيات الفريدة والرسائل والشهادات والدروع .
وتقع “دار فيصل” في منزله في مدينة أبها – حي الصفا – وقد تم تدشينه يوم الأحد 27/10/2024 الموافق
1446/4/24
من هو صاحب الدار ؛
من الأوائل الذين عملوا في شركة أسمنت منطقة الجنوب عام 1400-رجل مبادرات ،ومؤسس عدد من الجمعيات الخيرية واللجان الإجتماعية ، صاحب عدد من المبادرات التي تحمل اسم “لمسة وفاء” الاستاذ /فيصل بدوي.
مقتنيات الدار ؛
يقف الزائر أمام أكثر من 190 لوحة تاريخيةو أثرية وفنية وشهادات شكر ودورات تدريبية ومذكرات شخصية توزعت في تسعة أقسام تعرضها دار فيصل وفي مقدمتها الهوية والرسالة وهي متاع 45 عاما من الإنجاز وهي على النحو التالي ؛
كل قسم ينطق عما يحتويه ويتحدث عن هويةٌ ورسالةٌ معينة
القسم الأول ؛
نجد صور أبها قديماً تحكي مراحل الحياة في أبها من ناحية المواصلات والأحياء القديمة في أبها والمساجد والأرض البكر التي صنعت السياحة النقية في أبها والتعليم والمدارس في ذلك الزمان .
القسم الثاني ؛
يواصل الزائر رحلته حيث تظهر خريطة لمدينة أبها في لوحة تضم أحياء أبها قديماً منذ عام 1385-1965-
وقد تزينت بصور أمراء منطقة عسير منذ ذلك الوقت حتى الآن .
القسم الثالث ؛
مكتبة تلفزيونية مرئية جُمِعَ فيها كل مبادراته وأعماله التي تحكي قصص لأصحاب النجاح والمشاركات المجتمعية .
القسم الرابع ؛
مكتبة تضم كتب مهداة للأستاذ فيصل بدوي حيث تم عرضها في ركن جميل منفرد وأوشحة وبطاقات جمعت بشكل مميز .
القسم الخامس ؛
يجد الزائر نفسه في جولة عبر التاريخ والإبداع والإتقان والمذكرات والمبادرات المجتمعية ، فيجلس في حضرة التاريخ ،
لم يكن قائد حامية عسير (أحمد بدوي ) يعلم أن رسالة الملك عبد العزيز الموجهه له بتاريخ 4صفر 1339 ،منذ بداية الدولة السعودية الثالثة أي ما يقارب 100 سنة ، أنها ستستقر في “دار فيصل” ، هذه الرسالة التي تعتبر من الوثائق التاريخية النادرة التي جعلت من “دار فيصل “موقعاً تاريخياً مميزاً ، والتي تعتبر من الوثائق التاريخية النادرة .
وتحتل أسرة “بدوي ” النصيب الأكبر وذو القيمة التاريخية في هذه الدار لكونها من أسس تاريخ المملكة أ نذاك مع الملك عبد العزيز -رحمه الله- من صور لجده ووالده وأعمامه وصور تحمل ذكريات الجيش السعودي وبعض الطلبة المبتعثين للدراسة في بريطانيا .
القسم السادس ؛
صور موثقة للأستاذ فيصل بدوي في مراحل حياته وصور مع الأمير خالد الفيصل وشخصيات بارزة في المنطقة وصور أناس لهم أثر في حياة فيصل بدوي .
القسم السابع ؛
نجد في هذا القسم عددكبير من الشهادات والدروع لكثير من المشاركات المجتمعية والعملية حيث كان لها النصيب الأكبر في المعرض
وخطابات الشكر والتكليف
القسم الثامن ؛
فيصل مع التراث ، لوحة مهداة من صاحب متحف ” بن دحيم التراثي” في سراة عبيدة يتحدث فيها عن شخصية فيصل بدوي .
القسم التاسع ؛
قسم المبادرات المجتمعية ، مبادرة ” لمسة وفاء” والتي كانت مع أحد المعاقين في مستشفى عسير الشاب / عبدالرحمن عادل مغاوي – رحمه الله .
زوار الدار ؛
منذ تدشين الدار يوم الاحد 1446/4/24 الموافق 2024/10/27 -وبحضور عدد من الشخصيات الاعتبارية والاجتماعية والثقافية والإعلامية والأصدقاء والمهتمين والمسؤولين في مدينة أبها وخميس مشيط وأحد رفيدة ومختلف مراكز ومحافظات منطقة عسير ،
كان حضوراًمميزاً إعلاميا وثقافياً وأدبياً واجتماعياً بعدد كبير،
وتوالت الزيارات على مستوى الأصدقاء والشخصيات الاجتماعية والأدبية من أساتذة ودكاترة زاروا هذه الدار ، ومن زوار الدار مجموعة من أصحاب متاحف منطقة عسير واعجبوا بالدار ، وتوالت الزيارات في كل يوم .
وأيضا تم زيارة بعض الجهات مثل فريق “ملتقى السياحيين “في منطقة عسير .
وقد زار الدار عدد من الفتيات من دار الرعاية للأيتام في محافظة جدة، وقد انبهروا بهذا المكان ونقلوا انطباعهم الجميل لإدارتهم في محافظة جدة ،
وزار عدد من طلاب مدرسة الإمام مسلم الابتدائية مع أحد معلميهم ، الدار حيث أبدى الطلاب أعجابهم بكلماتهم الجميلة وتعابيرهم المميزة عما رأوه خلال زياراتهم ولقد كان لهذه وقع في أنفسهم .
وهناك زيارات قادمة كل فترة من الشخصيات المهمة والأصدقاء والأحبة، وقد بلغ عدد الزوار على مدى ثلاثة أشهر تقريباً مايقارب 600زائر .
الإهداءات “لدار فيصل “؛
قُدِم لدار فيصل الهدايا القيمة فقد إهدى الدكتور عوض آل شايع مصحف شريف كتبه بيده على مدى 30 عاماً وقد أضفت هذه الهدية الثمينة تميزاً للدار والمكان وهو أول إهداء ثمين ، بالإضافة إلى هدية نادرة من متحف خميس مشيط عبارة عن قطعة من كسوة ستار الكعبة المشرفة من صاحب المتحف / الأستاذ أحمد الشهراني وستظل هذه الهدية غالية على الدار .
الرسالة التي وجدها الأستاذ فيصل بدوي في هذه الدار ؛
احتفظ الأستاذ فيصل بدوي في داره بكل ما يربطه في منطقة عسير والمنطقة الجنوبية من خلال رحلة عمله في شركة أسمنت المنطقة الجنوبية ومشاركاته المجتمعية ودعمه لكل ما ينفع ويعود بالنفع عن منطقة عسير ، حاول إبرازها وإظهارها للمجتمع ، وتحدث عن كل شخص قدم لفيصل في هذه الرحلة الجميلة ، وتوجد صور لشخصيات في دار فيصل كان لهم دور في دعم فيصل ، استشعر حب الناس لهذا المكان ، الفكرة الجديدة والجميلة من خلال رؤية المملكة 2030 التي اطلقها الأمير محمد بن سلمان حفظه الله – بكوننا بلد عظيم نرتقي للعالمية بأدبنا وفكرنا وتاريخنا وحضارتنا .
وجدت مشاعر الناس لا توصف لعل الناس يعملون مثل فيصل ، نزرع في أبنائنا الجيل الجديد كيفية المحافظة على مقتنياتهم وكيف يساعدون في عملية توثيق رحلتهم في هذه الحياة ليروها في يوم من الأيام ويفتخرون بأبائهم وأجدادهم ومعلميهم و بأنفسهم ويرون كل ما عملوا.
كاتب وكتاب ؛
الإضافة التي انطلقت من هذه الدار حلقات ” كاتب وكتاب ” حلقات أطلقناها لشخصية إعلامية وأدبية كبيرة من أبناء منطقة عسير ورئيس مركز صوت الوطن للدراسات والإعلام الدكتور / موسى مبروك عسيري ، نمتطي كتاباً كل أسبوع من الكتب الموجودة في مكتبتي نتحدث عن هذا الكتاب والكاتب وعن محتويات الكتاب وننشرها في المجتمع .
المشاركات الأدبية التي انطلقت من دار فيصل ؛
أول مشاركة أدبية من جمعية الأدب فرع منطقة عسير طلبوا مشاركاتهم باليوم العالمي للغة العربية انطلاقاً من دار فيصل، وبحضور عدد من الدكاتره المهتمين والمختصين في اللغة العربية قدموا حلقة ثرية عن اليوم اليوم العالمي للغة العربية وفي نهاية الندوة قدموا إهداء وتقدير لدار فيصل .
الختام ؛
دار فيصل أصبحت أنموذجاً جميلاً ومعرفياً لكل من زارها ، الكل أصبح يفكر أن يخلد أعماله ولو بالشئ البسيط .
أختتم زيارتي وتجوالي في دار فيصل وقبل أن أغادر أقف مرغمة لإلقاء نظرة أخيرة لعلني أحتفظ بهذا المشهد الآسر في ذاكرتي وأغادر وفي ذاكرتي صورٍ لا تُنسى وربما اطرح تساؤلاً حول كيفية احتفاظ واقتناء الأستاذ فيصل بدوي لكل هذه الدرر في عالم مليء بالذكريات الجميلةو الثرية.