الازدحام في طرق الرياض لا يتناسب مع التوجهات القوية لتحويل العاصمة الرياض لمدينة ذات اقتصاد مزدهر، فحركة السير في شوارع الرياض في ازدحام شديد، وتكثر فيها المركبات وخاصة عند ذهاب الموظفين إلى أعمالهم، والطلاب إلى مدارسهم وجامعتهم، وأيضا في وقت خروجهم الأمر الذي يربك حركة السير.
وجندت إدارة المرور إمكاناتها لتنظيم السير في شوارع العاصمة الرياض، وأعدت خطة شاملة لمتابعة حركة السير، والتي تشهد ازدحاما عاليا في حركة السير من أعداد السيارات على الطرق، فمشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام يعد إحدى الخطط الطموحة للهيئة الملكية لمدينة الرياض ويوفر حلولا سريعة للنقل العام في العاصمة.
فالمشروع يهدف إلى تشغيل شبكة كبيرة، وسريعة من القطارات، والحافلات وفق أحدث التقنيات العالمية حيث تنطلق القطارات، والحافلات من محطات عديدة للحد من استخدام المركبات، وسوف يرتبط بعدة جهات عامة، وخاصة مثل الوزارات، والجامعات والمدارس، والمستشفيات والمجمعات التجارية، ومراكز النقل العام، وجميع المرافق الحكومية، ومراكز القطاع الخاص.
وتغطي شبكة القطارات، والحافلات معظم مدينة الرياض، وترتبط بمطار الملك خالد الدولي، ومركز الملك عبدالله المالـي، وتم تصميم جميع المحطات وفق نمط معماري موحد، ويجسد هوية مشروع النقل العام بالعاصمة الرياض، وجميع محطات القطارات، والحفلات مجهزة بكافة وسائل الراحة، والسلامة لجميع الركاب، وفيها جميع المعلومات عن مواعيد الرحلات.
كما أن شبكة القطارات، والحافلات سوف تعمل بالكامل لتوفير خدمات نقل عام نوعي لسكان العاصمة الرياض، وزوارها من خلال مجموعةٍ من المسارات التي تغطي شوارع المدينة الرئيسية، والشوارع الفرعية، وستسهم شبكة المشروع بدورٍ محوري في تقليل حركة السيارات داخل مدينة الرياض، وتخفيف الازدحام، والتلوث البيئي.
والدولة – أعزها الله – ترصد لطرق مدينة الرياض عقود إنشاء، وصيانة بمبالغ مالية هائلة، ولذا يفترض من الجهات المسؤولة عن تنظيم الشوارع، وحركة السير داخل الرياض التنسيق مع الجهات الحكومية المسؤولة، فإنهم بلا شك قد أدركوا حجم المشكلة، وأدركوا معاناة سكان الرياض من الازدحام، وأنها قضية أصبحت في حاجة للعلاج.
كما نتمنى دعم قطاع المرور في الرياض، ودعم التوعية المرورية لجميع أصحاب المركبات، والالتزام بالتعليمات، والقواعد المرورية، وخاصة قائدي المركبات بشكل عام، وتنبيه وإرشاد الجميع بأهمية اختيار الأوقات، والطرق المناسبة لهم، ومراعاة عملية الوقوف، والانتظار عند الدوائر الرسمية، والمحلات الخاصة، والمراكز التجارية والمساجد.
أعتقد جازماً أن النجاح سيكون دوماً موضع تقدير المواطن، ولذا يفترض من مجلس المنطقة أن يسهل كل ما يخدم المواطن، وحل مشكلة الزحام في الرياض، وتسهيل حركة السير، وكلنا أمل من الجهات المعنية في إنهاء معاناة المواطن اليومية من الازدحام، شاكرين ومقدرين الجهود الجبارة، التي تبذلها الجهات المعنية بتوجيهات كريمة من حكومتنا الرشيدة – أعزها الله -.