أخر الأخبار

رصاص الاشتباكات يغتال فرحة العيد في السودان

“عيد بأية حال عدت يا عيد”، يقول حال الباحثة السودانية، مها طمبل، وهي تصف الظروف المحيطة بعيد الفطر المقبل في بلدها في ظل الاشتباكات بين القوى العسكرية.

وأسفر القتال المستمر لليوم الخامس على التوالي، منذ السبت، بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع عن مقتل أكثر من 270 مدنيا، فيما فر آلاف من العاصمة الخرطوم تحت القصف الأربعاء.

وأعلنت قوات الدعم السريع الثلاثاء “هدنة لمدة 24 ساعة”، إلا أنها لم تدم دقيقة واحدة على أرض الواقع، بحسب تقرير لوكالة فرانس برس.

وبعد أن انهار التحالف بين قائد الجيش عبدالفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي”، يقاتل الرجلان لتسديد ضربة قاضية في نزاع على السلطة قد يؤدي بدلا من ذلك إلى صراع طويل الأمد ومزيد من عدم الاستقرار مما سيعصف بآفاق السلام والانتعاش الاقتصادي في السودان بعد عقود من الاستبداد والحكم العسكري والعزلة الدولية، وفق رويترز.

“عيد من دون فرح”

الآلاف يهربون من المعارك في الخرطوم
الآلاف يهربون من المعارك في الخرطوم

وتقول طمبل  إن عيد الفطر سيأتي هذا العام” من دون مظاهر العيد، خاصة في العاصمة الخرطوم، حيث فقدت العائلات العديد من أحبائها، الأمر الذي يتركهم في حالة حزن بدلا من الفرح والسعادة”.

وترجح أن الطقوس التي اعتاد عليها الأهالي في السودان لن تكون حاضرة هذا العام، بما في ذلك صلاة العيد، والتي قد تجري على نطاق ضيق في المناطق التي تشهد حالة من الهدوء النسبي”.

وتؤكد طمبل أن “العائلات تحاول الخروج من الخرطوم حيث تحتدم الاشتباكات، خاصة وأنه لم يعد البقاء فيها ممكنا إذ لا كهرباء ولا ماء”، فيما يخترق الرصاص الطائش النوافذ والجدران وتنهمر صواريخ من السماء تحول المباني إلى كومة من الأنقاض.

وعبر آلاف السودانيين وسط أزيز الرصاص ودوي القذائف خلال المعارك بين قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، المعروف باسم “حميدتي”، والجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان الذي يقود البلاد منذ انقلابهما المشترك في 2021.

وأشار تقرير نشرته وكالة فرانس برس إلى أنه يمكنك رؤية “الجثث وهياكل مدرعات متفحمة” في الخرطوم.

منى عبدالماجد، طبيبة سودانية متخصصة بعلم النفس قالت إن السودانيين “يعيشون في حالة من الهلع والخوف والحزن، فبعد أن كانوا بانتظار العودة للمسار الديمقراطي للبلاد، وجدوا أنفسهم أمام اشتباكات عسكرية طاحنة”.

وأوضحت  أن “فقدان التواصل الاجتماعي سيكون واضحا خلال عيد الفطر المقبل، وحتى خلال الفترة الماضية، فالجميع خائف من الخروج من المنزل لشراء الاحتياجات الأساسية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى