أخر الأخبار

من داخل “مستشفى النو ” بأم درمان.. مبادرة ناشطين تعيد الخدمة الطبية وسط المعارك

في اليوم الثاني من الاشتباكات الدامية بين الجيش وقوات الدعم السريع، اصطحب أحمد البدوي، أحد المصابين بشظايا مقذوف إلى “مستشفى النو” في أم درمان، ليفاجأ بوجود طبيب واحد، وثلاثة ممرضين فقط.

يقول البدوي، وهو ناشط مدني “أصبت بالصدمة لعدم وجود كادر طبي رغم أن المستشفى واحد من أكبر المستشفيات في كل السودان، ويخدم منطقة الثورات، وجزء كبير من الريف الشمالي”.

ومساء الاثنين، بدأ البدوي وعدد من النشطاء من سكان المنطقة، في محاولات لإعادة المستشفى للعمل، إذ يخشى أفراد الطاقم الطبي في الخروج من بيوتهم خوفا من الرصاصات الطائشة، خلال الاشتباكات المسلحة بين طرفي النزاع في السودان.

من داخل مستشفى النو في أم درمان
من داخل مستشفى النو في أم درمان

وقال البدوي: “تواصلنا مع المدير الطبي للمستشفي وشباب أطباء من الأحياء المجاورة، وشجعناهم على التطوع، وتأمين تحركاتهم بسياراتنا الخاصة”.

وأضاف: “بالفعل، عاد بعض الأطباء من المستشفي، وآخرون من المنطقة للعمل، ووصل عدد الأطباء العاملين حاليا إلى 9 و15 ممرضا، وعاد المستشفى للعمل اليوم الثلاثاء، بما في ذلك مركز غسيل الكلي، بعد أن كان قد توقف ليوم واحد”.

تجهيز مستشفى النو للعمل مرة أخرى
تجهيز مستشفى النو للعمل مرة أخرى

وتابع أن الخطة التشغيلية للمستشفى في المرحلة الأولى أن يدوم العمل من التاسعة صباحا وحتى الخامسة مساء، على أن تزداد الفترة مع توفر الكوادر الطبية”.

وأطلق البدوي نداءات عبر مواقع التواصل الاجتماعي للعاملين الصحيين في المنطقة القريبة من المستشفى، للقدوم للتطوع وخدمة المرضى والمصابين.

تجهيز مستشفى النو بأم درمان للعمل مرة أخرى
تجهيز مستشفى النو بأم درمان للعمل مرة أخرى

ورغم معاناة مستشفيات أخرى من قلة الإمكانات، فإن “موقف المستشفى من ناحية الأدوات الطبية جيد، المشكلة في الكادر الطبي فقط”، بحسب الناشط.

وتأتي هذه المبادرة الأهلية من سكان المنطقة، في وقت قال الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، الثلاثاء، إنه يكاد يكون من المستحيل تقديم الخدمات الإنسانية في العاصمة السودانية الخرطوم ومحيطها، وحذر من أن النظام الصحي في البلاد معرض لخطر الانهيار.

وأدى القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية إلى مقتل ما لا يقل عن 185 شخصا وإصابة أكثر من 1800 آخرين، وفق بيانات الأمم المتحدة، الثلاثاء، بينما يدعو المجتمع الدولي لوقف القتال.

وفي تصريحات منفصلة، قالت منظمة الصحة العالمية إنها وثقت حتى الآن ثلاث هجمات على منشآت للرعاية الصحية.

وصرحت المتحدثة باسم منظمة الصحة مارغريت هاريس “الهجمات على (منشآت) الرعاية الصحية انتهاك صارخ للقانون الإنساني والحق في الرعاية الصحية، ويجب أن تتوقف الآن”.

وأوضحت هاريس أن المستشفيات في الخرطوم تفتقر بشدة إلى الإمدادات التي يمكنها إنقاذ الحياة، وأن انقطاع التيار الكهربائي يجعل من الصعب تقديم الخدمات الأساسية.

وأضافت “انتقال أي شخص إلى أي مكان أمر خطير للغاية، وهو ما يجعل من الصعب جدا على الأطقم الطبية الوصول إلى المستشفيات”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى