لكل أجل كتاب، ورحمة ربك واسعة، وليس للإنسان إلا ما سعى، وعمل من عمل صالح، وما بذله وقدمه من جوانب إنسانية لعائلته واقاربه، ومعارفه ومحبيه، لذا كسب الأخ الفاضل حمد الصالح محبة الجميع بحسن خلقه، وتواضعه وكرمه، فعندما سمعت بوفاته لم أتمالك نفسي، وكم صدمني حزن أبنائه وبناته، واخوانه واخواته، وقاربه وأحبابه، وهم يتناولون همساً بعضاً من صفاته، وطيبته ومحاسنة.
كان الأخ الفاضل حمد الصالح بشوشاً، ولطيفاً حتى ساعات غضبه، وكان غضبه لأجل أكرام محبيه وكيفية التعامل معهم بلطف، وعدم إزعاجهم، وكان حشومنا، ولم يشح بوجهه عنهم، وكانت محبته للجميع وخدمتهم، ويروي أبنائه، واخوانه وأصدقاؤه، ومحبوه وأنا منهم حرصه الدائم بالسؤال عن الأقارب والأصدقاء، وتفقدهم وزيارتهم إن سنحت له الفرصة، وتقديم الواجب لهم في بيوتهم.
وقاعدته في الحياة كانت تقوم على ضرورة إدامة الصلة، وخاصة صلة الرحم، وعدم الانقطاع، والتأكيد على أهمية الحياة الاجتماعية، حيث يذكر زملائه في العمل، ومحبوه، ومن كان لهم معه قصه أنه لم يكن طبيباً فقط، بل كان حلالاً للعقد والمشكلات، وعارفاً بشئون العوائل والقبائل، وله طريقة جميلة في التعبير عن المواقف، وهذا الأمر جعل له صداقات، وعلاقات قوية، في المجمعة والرياض، وسائر مناطق المملكة.
ترى ما سر حضور هذه الشخصية الفاضلة، والذكر الحسن حتى بعد وفاته، وهل يعي بعض الناس عن سر محبة الناس للأخ الفاضل حمد الصالح، وأنهم سيسألون عن أعمالهم غداً، حينما توارى أجسادهم في التراب، وهل يفكر بعضهم في الآخرة، وكما يفكر في الدنيا، وهل يعتقد بعضهم بأنه مؤبد في حياته، وأنه ليس في حاجة للناس، وليس في حاجة لدعواتهم.
الفاضل حمد الصالح كان رائعاً في حضوره، وفي غيابه، وكان كريم في اخلاقه، ومبدعاً في إنسانيته ومحبته للناس دون منة، أو مصلحة ذاتية، ولهذا فإنه من النماذج الانسانية النادرة التي يجب أن تحترم، وتستحق الكتابة عنها ليس في مقالة هنا أو هناك، وإنما في مذكرات نتمنى أن يقوم عليها أبنائه وبناته، ومحبوه ممن ارتبطوا بعلاقة قوية معه، يتحدثون فيها عن أسلوبه في التعامل مع الناس، والكرم الحتمي.
لقد كان حمد الصالح محباً للخير، وباذلاً له دون منّه أو ترفع، ويستطيب خدمة الجميع، وهو يعلم بأن عمله الصالح لأجل أقاربه، ومعارفه ومحبيه، على اختلاف درجاتهم، ومكانته الاجتماعية، ولهذا كان يوم وداعه مشهوداً له، فقد غص مسجد المجمعة الكبير، والمقبرة ومنزله بالناس، والمحبين من أمراء ومسؤولين ومواطنين، وعزاءنا فيه ما تركه من ذكر حسن، وسمعة طيبة.
رحم الله الوجيه حمد الصالح، وغفر الله له، وجعلنا الله وإياه في جنات النعيم، ووالدينا ووالديه، فكان نعم الرجل، ومن ينسى مخيماته في بر المجمعة، وصيوانه الكبير الذي يستقبل فيه ضيوفه من أسرته وأقاربه، وأصدقائه ومعارفه، وغيرهم من زوار المجمعة، ويقيم لهم الولائم، فهو من وجهاء عائلة الصالح، ووجهاء مدينة المجمعة، وأحسن الله عزائنا جميعا في وفاته، وجبر الله مصابنا، وأخص بالعزاء أبنائه، وبناته وزوجته، وأخوانه وأخواته، وأقاربه ومحبيه.
أحمد بن عبدالرحمن الجبير
مستشار مالي
وعضو جمعيه الاقتصاد والصحافة وكتاب الرأي السعودية
ahmed9674@hotmail.com