كتاب الرأي

الإسلام في المحيط المتطرف

دائمًا ما يتسارع الحقوقيون والنِسويات بالدفاع عن حرية خلع الحجاب وحرية العابرين جنسيًا، لكن أين هم من الدفاع عن حرية اختيار الحجاب والنقاب كما هي حرية خلعه؟

ثاروا على تغطية الباكستانيات قسرًا، وسنون عِدة مستمرة على فرض الحجاب، لكنهم لم يثوروا على ثورة الهجوم القائمة ضد المسلمات في الهند من قبل المتطرفين من الهندوس، ولم نجد منهم نشر مقاطع بتعليقات مستنكرة!
وإن ثاروا لا تجدهم يتحدثون إلا عن حرية الملبس وحرية الاختيار وحرية المرأة، ولكن ما يحدث في الهند أكبر من مجرد هجوم وتعدي على حرية المحجبات والمنقبات وإنما هي ثورة هجوم  ضد الإسلام والمسلمين، فالدعوة لحرية الملبس ولبس الحجاب من خلعه ليست الدعوة التي علينا طرحها وإثارتها، وإنما علينا إثارة نقع غبار ما هو أعظم وجلل أكثر من ذلك وهو الدفاع عن الإسلام نفسه، فحين ندافع عن الدين وحق ممارسة شعائره وواجباته الحقة أو المعتقدة، فنحن هنا نحمي المسلمات في الهند ونضمن حقهن في اختيار حجابهن وسط فئة تشكل النسبة الأكبر في الدولة، فالتراكض خلف مالا طائل منه من الثانويات لا يُجدي مع مسألة تَحمِل من الأهمية الكثير.
فالأقلية المسلمة في الهند تشهد تحيز فاحش ضد مُمارساتها الدينية، حيث جعل الهندوس الإسلام عائق يمنع المسلمين والمسلمات من التمتع بحقوقهم، فالطالبة الهندية المسلمة الأن أصبحت محظورة الدخول للصف بسبب حجابها الذي يَتَذَرع به اليمينين من الهندوس بأنه يُخالف الزي الموحد للمدرسة وقوانينها، فحقهن بالتعليم قائم على خلع الحجاب، أي أنه حِجاب لا تعليم.
هذه البداية فقط إن لم يتحرك أحدهم، ولا ندري ما قد تطوله الإسلاموفوبيا من حقوق المسلمين الدينية والمدنية بعد ذلك، فقد نراهم فيما بعد يحملون لافتات (إسلام يعني لا حقوق).

حقًا أين مدعين الإنسانية وداعمي الحقوق من هذا الشأن، أم أنه حينما يتعلق الأمر بالإسلام والمسلمين تعجز ألسنتهم و تتعطل هواتفهم!

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى