كتاب الرأي

العلاقات الدفاعية بين الهند والسعودية

يعود تاريخ العلاقات السعودية الهندية لمئات السنين، حيث ساهم في تشكيلها عدة روابط اقتصادية وتجارية، واجتماعية وثقافية قوية، فدولة الهند تعتبر الشريك الأكبر للمملكة في النفط، والطاقة والتجارة والافتصاد، واليوم تشهد المشاركات الدفاعية الثنائية ارتفاعًا ملحوظًا في العلاقات، وخاصة بعد زيارة المدمرة الهندية إلى ميناء الجبيل في 9/ 8/ 2021م.

 فالمدمرة الهندية تعتبر واحدة من أقوى السفن الحربية، ولها العديد من أجنحة القتال، ومجهزة بشبكات رقمية متطورة، ومجموعة من الأسلحة الحديثة، وأجهزة الاستشعار للحروب الإلكترونية وستشارك السفينة في تدريبات مشتركة مع القوات البحرية الملكية السعودية، فوصولها يبشر بفصل جديد لقوة الأسطول البحري السعودي، والعلاقات الدفاعية الثنائية بين المملكة والهند.

وسوف تعزز من قوات البلدين، فكلا البلدين يعيشان حالة من الاستقرار السياسي، والاقتصادي وتتسم سياساتهما بالتعاون مع دول العالم، وخاصة في عهد الملك سلمان -أعزه الله- والزيارات العديدة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان –حفظهم الله– ولقائهم برئيس الوزراء الهندي السيد/ مودي عند زيارته للمملكة.

حيث قال السيد/ مودي إن السعودية تعتبر مرتكز الاستقرار، والأمان في منطقة الخليج، والشرق الأوسط، وأن العلاقات السعودية الهندية في تطور مستمر، وهذا التطور يكمن في متانة العلاقات الإستراتيجية، ويظهر ذلك في حجم التجارة البينية، والاتفاقيات التي وقّعت بين الهند والمملكة وحققت أفضل صور التعاون بين البلدين الصديقين.

فزيارة السفن البحرية الهندية للمملكة دائما ما تركّز بشكل خاص على الدفاع الثنائي، وتعزيز القوة العسكرية السعودية الهندية، ودعم الشراكة بين البلدين الصديقين، وتفعيل وتطوير التعاون في مختلف المجالات البحرية، والعسكرية والدفاعية، والتي تسعى إلى ضمان الاستقرار، والسلام في الخليج العربي، ومنطقة الشرق الأوسط، ومحاربة الإرهاب والتطرف. 

واستقبلت السفينة من قبل المسؤولين في القوات البحرية الملكية السعودية، وحرس الحدود، والسفارة الهندية، وتمت المناورات البحرية في 12 أغسطس 2021م، وكان قائد الأسطول الغربي الهندي على متن السفينة، وقام سعادة سفير الهند الدكتور/ أوصاف سعيد بزيارة للسفينة بالإضافة عدد من الضيوف، وطلاب المدارس خلال رحلتها إلى ميناء الجبيل.

مما يعني أن تقارب البلدين مع بعضهما يمكن أن يحل العديد من الملفات الصعبة في الخليج العربي، والمنطقة والعالم، فالمملكة والهند، وخلال سنوات الماضية وصلا إلى تفاهمات، وأساليب عمل بحجم كبير من القوة العسكرية، وهناك تعاون، وتنسيق بين المملكة والهند، وخاصة في ظل الرؤية السعودية2030م، والشراكات الإستراتيجية الهندية. 

فالمملكة والهند دول عريقة، ومحبة للسلام، وبينهم علاقات قوية، لذا نأمل من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان – حفظهم الله – وفخامة رئيس وزراء الهند السيد/ ناريندرا مودي إيلاء هذه العلاقة مزيداً من الاهتمام، وتذليل جميع العقبات، والصعاب عن البلدين الصديقين، وكافة مواطني البلدين.

أحمد بن عبدالرحمن الجبير

مستشار مالي

عضو جمعيه الاقتصاد السعودية

Ahmed9674@hotmail.com

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى