كتاب الرأي

الملك سلمان وقمم مكة المكرمة

في القمم الثلاثة كان عدد الدول المشاركة 57 دولة، وكان عدد المسلمين ممن يؤدون العمرة خلال شهر رمضان يتجاوز الثلاثة ملايين لا بل يزيد، وكان الأمن والاستقرار حاضرا وميسرا، وسهلا على المستويات كافة، وكان خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده، وسمو وزير الداخلية حريصين دوما على تأكيد أهمية المملكة، عبر تأكيد دورها، وريادتها ومرجعيتها واستقرارها السياسي والاقتصادي.

وفي هذه القمم الثلاث، أثبتت المملكة بأنها قوة اجتماع وقوة قرار، وصاحبة مواقف مشرفة من القضايا العربية والإسلامية، قد يختلف البعض مع سياساتها، لكنها ظلت دوما داعما للأمن العربي والإسلامي، وظلت راعية للأمن والسلام في المنطقة، ولا يمكن لصادق أمين إنكار دورها، ومكانتها ولا يشذ عن ذلك إلا حاقد وجاحد وطامع.
هذه القمم ليس هناك من بمقدوره احتضانها مرة واحدة، ليس انتقاصا من أحد، وليس استعلاء على الآخرين، ولكنها الحقيقة التي يجب أن نعترف بها، فالسعودية لم تدعو العالم العربي والإسلامي ومجلس التعاون الخليجي لحماية نفسها، فهي قادرة على حماية نفسها بوسائل عديدة، في ظل تحديات تاريخية، واستثنائية تتطلب الحد الأدنى من التوافق والتعاون بين الجميع.

فعظم المخاطر والتحديات كبيرة، ومواجهتها تحتاج قدرا أكبر من التعاون، والمملكة كعادتها دائما قوة اجتماع وقرار، وهي تبذل الغالي، والنفيس في سبيل تعزيز الأمن الخليجي، والعربي والإسلامي وتمتلك القدرة على الضغط السياسي الدولي، ودعم الأمن، والاستقرار في المنطقة، ولا يتم ذلك إلا بمحاربة قوى الإرهاب، والشر وبخاصة الدول الداعمة.

والمملكة لها دبلوماسية صبورة، ولكنها في المحطات المفصلية تقول كلمتها، وتتخذ قرارها، ولا تأبه بأحد من الدول، وهذه اللحظات لحظات تاريخية، وقد قالت المملكة للعالم، ومنذ سنوات وما قبل الأزمة العراقية والسورية، بأن هناك مطامع إيرانية، وتدخلات في الشؤون الداخلية للدول، وإن المملكة بمكانتها، ودورها لن تصمت، أو تترك الساحة لإيران أو غيرها لتعيث فسادا، وتخريبا بالمنطقة.

ونتائج القمم الثلاث أثبتت أن المملكة صاحبة دور رئيس في تعزيز الأمن، والاستقرار الخليجي والعربي والإسلامي، ومشارك في صناعة القرار الدولي، وأن السعودية دولة ذات ثوابت رئيسة في مواقفها مع الجميع، وأنها إذا قالت فعلت، بعيدا عن الخطابات التعبوية الرنانة، فالقدس والقضية الفلسطينية دائما من أولويات المملكة، لا تداهن أو تراهن عليها فقد أعلن خادم الحرمين الشريفين موقفا عربيا موحدا من القدس بالأمس واليوم.
لقد كانت القمم في مكانها وموعدها، وخطوة رائعة نحو الطريق الصحيح، ونأمل من قيادتنا الحكيمة طرح المشروع الاقتصادي الخليجي والعربي، والإسلامي، برؤية استثمارية توظف فيها الإمكانات والقدرات لتحقيق نهضة اقتصادية في جميع الدول بما يخدم الأمة ومستقبلها، فقد أثبتت المملكة أنها الرائد في هذا المجال، وإن مسؤوليتها تحتم عليها دائما الترفع عن الخلافات، والاختلافات فمن يرغب بالعلياء دائما لا ينظر للأسفل والحضيض

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى