كتاب الرأي

بين العمل، والأمل!

كل ماحولنا يدل على الرحيل، والنهاية؛ فرحيل الأقارب، والأحباب، والأصدقاء، والمعارف، وكل كائن حي حولنا؛ بل حتى الجمادات، والنباتات تتناقص، وتفنى أمامنا.
سلسلة من الفناء لم يسلم منها أحد أطولها عمراً الأمل؛ وهو الوحيد الذي بقي وسنفنا قبله لا محالة.
هذا الأمل رغم معرفتنا بخداعه إلا أننا نسير في الطريق الذي عَبَّدَه، وجمله لنا لعله يُوصلنا إلى ضفاف أحلامنا؛ هذا الأمل يتركنا نسير هائمين ننتظر لحظة الوصول؛ وإذا بنا نصل إلى الفناء الذي هربنا منه! وبعبارة أُخرى إلى المصير المحتوم.
هذا الطريق الذي نسلكه كلنا نعلم يقيناً نهايته المحتومة؛ لكننا في كل مرة نُعيد نفس الرحلة، ونسلك نفس الطريق، ونواجه نفس المصير!
لكن السؤال الذي يبحث عن الإجابة بين هذه السطور لماذا نسير في هذا الطريق المعروف نهايته سلفاً؛ وبنفس الأخطاء كل مرة؟!
إن وضع قدماً في طريق الأمل دون الاستعداد بالعمل لما هو أجمل منه يُعدُّ سيراً خلف السراب! خلف الفناء! خلف الزوال؟!
إذاً لماذا لانقف؛ ونعود قبل أن نصل إلى آخر الطريق حين لا أمل في العودة؛ فكل الرحلات توقفت!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى