كتاب الرأي

الحج فريضة إسلامية على جميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها

الحج فريضة إسلامية على جميع المسلمين مشارق الأرض ومغاربها، يتلقى فيه المؤمنون جميعاً الدروس العظيمة والفوائد الجليلة والعبر المفيدة في شتى مجالات الحياة. كان الحج وما يزال دعام اقتصادي مهم ومناسبة اخويه كبيرة لأهل مكة المكرمة ، فهو يعد فرصة لتبادل المصالح والأفكار والثقافات التي يكتسبها سكان مكة المكرمة من الحجيج وتوسع مداركهم ، كاكتساب وتعلم اللغات والتعرف على عادات وتقاليد وثقافات الشعوب الاخرى من خلال الاحتكاك مع الحجاج والمعتمرين في مواسم الحج والعمرة ومن خلال التعامل معهم.
والحج يطهر النفس من الأحقاد والبغضاء والحسد والنفاق والرياء والظلم، ويعيدها إلى الصفاء والإخلاص في القول والعمل، مما يؤدي إلى تجديد الحياة، ورفع معنويات الإنسان، وتقوية الأمل وحسن الظن بالله تعالى.
والحج يُقوِّي الإيمان، ويعين على تجديد العهد مع الله، ويساعد على التوبة الخالصة.
والحج إظهار العبودية لله وشكر النعمة، وتعميق الأخوة الإيمانية بين المؤمنين.
وللحج منافع وفوائد عظيمة، فهو مؤتمر اسلامي عالمي عظيم لجميع المسلمين، يستفيدون منه فوائد دينية، وتربوية واقتصادية وأخلاقية بالممارسة الفعلية للعلاقات الاجتماعية والثقافية والسياسية، وهو فرصة سانحة يتداول فيه المسلمون أوضاع بلادهم، وشؤون شعوبهم، وهمومهم وحل مشاكلهم وتحقيق آمالهم وتطلعاتهم وطموحاتهم… ليحققوا استخلاف الله لهم في الأرض لاعمارها و الاستفادة من كنوزها ولإقامة العدل وعدم اتباع الهوى وقد اتفق العلماء جميعاً على فرضية الحج مرة في العمر بدليل الكتاب والسنة.
ومن فوائد الحج أن المسلمين يجتمعون في وقت واحد وموضع واحد على عمل واحد، ويتصل بعضهم ببعض ويتم التعاون والتعارف ويكون وسيلة للسعي في تعرف المصالح المشتركة بين المسلمين والسعي في تحصيلها بحسب القدرة ، وبذلك تتحقق الوحدة الاسلامية والأخوة الإيمانية.. ويرتبط أقصى المسلمين بأدناهم فيتفاهمون ويتعارفون ويتشاورون في كل ما يعود بنفعهم في الدين والدنيا، وبذلك يكتسب العبد من الأصدقاء والأحباء ما هو أعظم المكاسب ويستفيد بعضهم من بعض.
وعلى مر الازمنة السابقة اشتغل أهل مكة وسكانها بالعمل  لخدمة الحجيج في مواسم الحج والعمرة عبر العديد من الاعمال ، ولعل اهمها مهنة الطوافة  والســـــــــــقاية والرفادة والإعانة ، والنقل والإطعام ، فا اهل مكة المكرمة يمتهنون العمل  لهذه الفريضة منذ قديم الزمان،  

أما توابع ذلك من المصالح الدنيوية بالتجارة والمكاسب الحاصلة في مواسم الحج ومواضع النسك فإنها تفوق العد، وكل هذا داخل في قوله تعالى: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ} (الحج5)،

 موسم عظيم لا يشبهه شيء من مواسم الأقطار، كم أنفقت فيه نفائس الأموال.. وكم أتعبت في السعي إليه الأبدان.. وكم حصل فيه شيء كثير من أصناف التعبدات، وكم أُريقت في تلك المواضع من عبرات وكم أُقيلت فيه العثرات وغُفرت الذنوب والسيئات، وكم ُفرجت فيه الكربات، وقُضيت الحاجات.. وكم ضج المسلمون فيه بالدعوات المستجابات.. وكم تمتع فيه المحبون بالافتقار إلى رب السموات، وكم أسبغ البارئ فيه عليهم من ألطاف ومواهب وكرامات، وكم عاد الصادقون التائبون على أنفسهم كيوم ولدتهم الأمهات، وكم حصل فيه من تعارف نافع واستفاد به العبد من صديق صادق، وكم تُبودلت فيه الآراء والمنافع المتنوعة، وكم تم للعبد فيه من مآرب ومطالب متعددة، ولله الحمد والمنة على ذلك. والحج الركن الخامس على جميع المسلمين

سائلا الله للجميع حجا مبرورا وسعيا مشكورا وذنبا مغفورا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى