كتاب الرأي

التوهج السياحي ورؤية 2030

عندما يتبادر لذهن القارئ الكريم رؤية 2030 فمباشرة يلوح في الأفق السياحة
فالقطاع السياحي الذي يعتبر من أهم القطاعات الناشئة في المملكة هو أيضا من أهم ركائز الرؤية.
والمملكة العربية السعودية تعد كنزا حضاريا وتاريخيا مهم ليس فقط من الناحية الدينية والاقتصادية وحسب بل أيضا وجوديا فهنا كانت الكثير من الحضارات القديمة وهنا عمرت الأرض الكثير من الأمم وتركوا خلفهم إرثا عظيما جاء الوقت لنعتني به ونظهره إلى العالم .
ويمكن تقسم السياحة إلى الاتي:
• السياحة التاريخية
أظن بأنها ستكون فرس الرهان بالنسبة لمنتجات السياحة في المملكة العربية السعودية وستكون الأكثر جذبا للسواح .
فعندما نتحدث عن الحضارات والثقافات القديمة لا يمكن إلا أن نبدأ بالجزيرة العربية وأرضها التي كانت مهد كثير من الحضارات وملتقى حقيقي لهذه الحضارات القديمة بثقافاتها المتنوعة وقد ذكر بعض المختصين بأن أرض المملكة تعاقبت عليها أكثر من ( 30 ) حضارة وازدهرت على أرضها وانتشرت في اصقاع الأرض منها على سبيل المثال لا الحصر مانراه هذه الأيام من اهتمام بمحافظة العلا التي عاشت على أرضها (4 ) حضارات كما يقول الأثريون وهي حضارة ثمود (3000ق م) ثم مملكة دادان ومملكة لحيان (600 ق م- 150 ق م)، ثم مملكة الأنباط (150 ق م- 106 م). وغيرها من الحضارات العديدة والمعروفة للجميع واعتقد بأننا سنرى في القريب كثير من الاكتشافات الأثرية التي ستبهر العالم فأرضنا كما اعتقد لازالت بكر أثريا ولم تكتشف كنوزها الأثرية بعد .
ولأن حديثنا عن ما تكتنزه أرضنا من إرث تاريخي عظيم لا يمكن لي إلا أن أعرج على حقبة تاريخية مهمة لنا تحتوي على الكثير من الأثار لأماكن يشتاق لزيارتها كل مسلم قد مر بها الرسول عليه الصلاة والسلام أو شهدت غزوة أو معركة إسلامية أو حدث مهم في صدر الإسلام من أبرزها:
غار حراء في جبل النور، وغار الثور في جبل الثور، وجبل عرفة الواقع خارج حدود الحرم ويوجد مواقع شهدت أحداث تاريخية مهمة وفاصلة في بداية التاريخ الإسلامي ومنها مواقع معارك بدر وأحد والأحزاب وغيرها الكثير.
• السياحة البيئية
تمتلك المملكة مساحة شاسعه، جعلت منها أرضا متنوعة التضاريس ومتنوعة المناخ وهذا التنوع جذب لها السياح على مدار العام فعلى ساحلي البحر الأحمر والخليج العربي تجد شواطئ ممتدة بعضها امتدت لها يد التطوير وبعضها لازال بكر بجماله الرباني ، وفي الوسط والغرب والجنوب سلاسل جبال شاهقة من أشهرها الجبل العريق ( طويق ) الذي شبه عراب الرؤية ولي العهد المواطن السعودي به . وقد تم تأسيس العدد من الهيئات للاهتمام بهذا التنوع البيئي الجميل.
وتم تأسيس الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها في 1986 ووضعت خطة إستراتيجية لإنشاء المناطق المحمية في المملكة.
وقد عملت على حماية تلك المناطق وإعادة توطين بعض الأحياء الفطرية إليها خاصة المنقرضة أو المهددة بالانقراض.
وأيضا المحميات الملكية الست التي أعلن عنها مؤخرا.
• سياحة الأعمال:
اهتمت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بسياحة الأعمال في المملكة وقد عملت الهيئة على التعاون مع وزارة التجارة والاستثمار ومجالس الغرف التجارية والمناطق وغيرها لتطوير ما يتطلبه هذا النوع من السياحة لتكون أكثر تنافسية.
وتشهد المملكة نمواً ملحوظاً ومتصاعداً في مجال سياحة الأعمال ذلك بسبب النهضة الاقتصادية والعمرانية بها.
وختاماً سأتكلم عن ما أعلنته المملكة عن مشروعها السياحي الضخم في البحر الأحمر الذي يجعل من المملكة وجهة سياحية عالمية منافسة.
فيه تطور منتجعات على نحو 50جزيرة تقع قبالة سواحل المملكة وبدعم من صندوق الاستثمارات العامة وسيتم وضع حجر الأساس في الربع الثالث من 2019على أن تنتهي المرحلة الأولى في الربع الأخير من 2022
حفظ الله قائد هذه النهضة العظيمة وربانها مولاي خادم الحرمين الشريفين وحفظ الله عرابها سيدي ولي العهد.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى