فايزة صديق – مكة المكرمة
في إنجاز وطني لافت، استطاع فريق “وثيق” أن يحصد المركز الأول في هاكاثون “أبشر طويق” المسجّل في موسوعة غينيس كأكبر هاكاثون على مستوى العالم، وسط آلاف المشاركين والأفكار التقنية المنافسة. هذا الفوز لم يكن مجرد لحظة إعلان، بل بداية مسار واعد لمشروع تقني يسعى لتعزيز موثوقية المستندات وتسريع إجراءات التوثيق داخل المملكة.
في هذا اللقاء، تحدث الفريق عن أثر الفوز، وبداية الفكرة، والجوانب التقنية للمشروع، ومستقبله، والدعم الذي يحظى به.
1- بدايةً.. حققتم إنجازًا بارزًا بالفوز في أكبر هاكاثون على مستوى العالم ما الأثر الذي تركه هذا الفوز عليكم على المستوى الشخصي، وعلى مستوى الفريق ومسيرته المهنية؟
الإجابة:
الفوز كان له أثر كبير علينا على المستوى الشخصي والمهني. على المستوى الشخصي أعطانا دفعة قوية جدًا وثقة بأن الفكرة التي نعمل عليها حقيقية وتلامس مشكلة فعلية في المجتمع. وعلى مستوى الفريق، الفوز وحدنا أكثر وجعلنا ننظر للمشروع من زاوية أوسع من مجرد هاكاثون، بل كنقطة انطلاق لمسار مهني وتقني جاد. هذا الإنجاز فتح لنا أبوابًا مهمة، ورفع سقف التوقعات علينا، وحمّلنا مسؤولية الاستمرار وتطوير الفكرة بشكل فعلي.
2- كيف بدأت قصة المشاركة في هاكاثون “أبشر طويق”؟ وكيف تكوّن الفريق، ومتى وُلدت فكرة “وثيق”؟ هل جاءت منذ البداية أم تطورت خلال مراحل المنافسة؟
الإجابة:
المشاركة بدأت بدافع التحدي ورغبة حقيقية في تقديم حل لمشكلة قائمة. الفريق تكوّن من أشخاص يجمعهم شغف التقنية والتحول الرقمي، وكل عضو يمتلك خبرة مختلفة ساهمت في تكامل الصورة. فكرة “وثيق” لم تكن جاهزة منذ اليوم الأول، لكنها بدأت كبذرة مرتبطة بمشكلة تزوير المستندات وصعوبة التحقق منها وتشتت طرق التوثيق، ثم تطورت خلال مراحل الهاكاثون عبر النقاشات والتغذية الراجعة وفهم أعمق لاحتياج الجهات والمستخدمين.
3- ما هي فكرة منصة “وثيق”؟ وكيف تعمل على معالجة مشكلة تزوير المستندات وتعدد منصات التوثيق؟ وما أهميتها داخل المملكة؟
الإجابة:
“وثيق” منصة رقمية تهدف إلى توثيق المستندات والتحقق من صحتها بشكل موحد وآمن. تعالج مشكلتين أساسيتين: تزوير المستندات وتعدد منصات وإجراءات التوثيق. المنصة تعمل على تحويل المستند إلى مستند رقمي موثوق يمتلك بصمة خاصة به، ويمكن التحقق منه بسهولة دون تعقيد. أهميتها تكمن في تسهيل الإجراءات، تقليل الاعتماد على التحقق اليدوي، وتعزيز الثقة في المستندات، خصوصًا في بيئة تتجه بقوة نحو التحول الرقمي.
4- من الجانب التطبيقي والتقني، كيف تضمن “وثيق” حماية المستندات والتحقق من صحتها؟ وما الذي يميزها عن الحلول التقليدية؟
الإجابة:
من الناحية التقنية، تعتمد “وثيق” على الذكاء الاصطناعي لقراءة المستندات وتحليلها وتوحيدها، ثم يتم إنشاء بصمة رقمية فريدة لكل مستند وتسجيلها باستخدام تقنيات البلوك تشين. أي تغيير يحدث في المستند يظهر مباشرة. التحقق يتم عبر رمز QR أو صفحة تحقق عامة دون الحاجة للرجوع لجهة مركزية. ما يميز “وثيق” هو أن الثقة مبنية على التقنية نفسها، وليس على ختم أو توقيع قابل للتقليد، مع الاعتماد على تقنية لامركزية ثورية هي تقنية الـBlockchain.
5- ما مستقبل فكرة “وثيق” بعد الفوز؟ وهل تعملون حاليًا على تطويرها وتحويلها إلى منصة فعلية قابلة للتطبيق؟
الإجابة:
بعد الفوز، انتقلنا من مرحلة النموذج الأولي (MVP) إلى مرحلة التطوير الجاد والسعي نحو الاعتماد الرسمي. هدفنا أن تكون “وثيق” منصة تخدم الجهات المختلفة وتتكامل بسلاسة مع الأنظمة الحالية.
6- هل هناك جهات داعمة أو شركاء محتملون يعملون معكم للمضي قدمًا في تنفيذ المشروع؟ وكيف ترون فرص اعتماد “وثيق” رسميًا خلال الفترة المقبلة؟
الإجابة:
الفوز أتاح لنا التعرف على جهات مهتمة وداعمة، وهناك نقاشات أولية مع أطراف مختلفة للمضي قدمًا في تطوير المشروع. ومع وجود دعم من ntdp بقيمة 150 ألف ريال بالإضافة إلى مزايا أخرى، وبإذن الله قريبًا سيتم إغلاق أكثر من جولة استثمارية. الفرص موجودة ومشجعة، ونأمل أن نرى “وثيق” منصة معتمدة تخدم المملكة بشكل واسع. شكرًا لكم.
ختامًا
“وثيق” مشروع وطني واعد جاء استجابة لاحتياج حقيقي، ويعكس قدرات الشباب السعودي وإمكاناتهم في بناء حلول تقنية نوعية تدعم مسيرة التحول الرقمي.
