دينا الخالدي _ الجوف
في الرياض، حيث الحراك الثقافي وزحام الفرص وسرعة التطور، تتجلى العاصمة كمنارة للثقافة والإبداع، تبهر بكل تفاصيلها. وسط هذا المشهد، يبرز المصور الشاب الطموح مشاري المعتق بعدساته المتعددة وكاميراته الاحترافية، حاملاً شغفه الكبير ليستثمر الفرص المتاحة أمامه. ومع ذلك، لم تنسه هذه الرحلة أرضه الأولى، الجوف، ولا نخبة المصورين والمصورات فيها. فقد سعى مشاري إلى نقل الخبرة والمعرفة إلى أرض العراقة، تلك الفاتنة الساحرة التي تبقى عشقًا لا ينسى*سكاكا*. وبروح المبادرة، أقنع المسؤولين في شركة أحمد عبد الواحد بخلق تعاون مع بيت الثقافة في سكاكا، ليكون هذا التعاون جسرًا بين الرياض والجوف. ومن هنا ازددت رغبتنا في فتح حوار مع المصور مشاري المعتق.
“أستاذ مشاري، يسعدنا أن نطرح عليك مجموعة من الأسئلة التي نؤمن أنها ستثري زملاءك من المصورين والمصورات، وتفتح لهم آفاقًا جديدة في عالم التصوير.”
س1 كيف ساعدتك المنتديات والملتقيات في تطوير مهاراتك كمصور؟
ساعدتني المنتديات والملتقيات على تطوير مهاراتي كمصور من خلال تبادل الخبرات، وتعلّم تقنيات جديدة، والحصول على نقد بنّاء، إضافة إلى مواكبة أحدث التطورات وبناء علاقات مهنية في مجال التصوير.
س2 لماذا حرصت أن تكون أولى مبادراتك التدريبية في الجوف تحديدًا؟
حرصت أن تكون أولى مبادراتي التدريبية في الجوف لأنها منطقة أعتز بها، وأؤمن بوجود مواهب مميزة تحتاج إلى الدعم والفرص، ولرغبتي في نقل الخبرة والمساهمة في تطوير المجتمع الإبداعي المحلي وتمكين المصورين فيه.
س3 ما الرسالة التي تود إيصالها للشباب في الجوف من خلال هذه الدورات؟
رسالتي للشباب في الجوف أن الإبداع لا يرتبط بمكان، وأن الشغف مع التعلّم المستمر يصنعان الفرص، وأن الاستثمار في تطوير المهارات اليوم هو الطريق لبناء مستقبل مهني واعد في مجال التصوير والإعلام.
س4 كيف ترى مستقبل التصوير في الجوف مقارنة بالرياض؟
في الجوف: هناك هُوية بصرية طبيعية قوية (صحراء، تراث، طبيعة)، ومع اهتمام الشباب وتوافر ورش وتدريب، يمكن أن يصبح مركزًا لإبداع بصري أصيل ومتميز. النمو هنا أسرع في الأصالة والقصص المحلية.
• في الرياض: السوق أكبر، الفرص التجارية أكثر، ووجود فعاليات وشركات يجعل المنافسة أعلى، لكن الإمكانيات المهنية والتجارية أوضح.
س5 ما أبرز التحديات التي واجهتك كمصور شاب، وكيف تغلبت عليها؟
من أبرز التحديات التي واجهتني كمصور شاب كانت قلة الخبرة في البداية، وصعوبة الوصول للفرص، إضافة إلى تحدي الثقة بالنفس. تغلبت عليها بالتعلّم المستمر والشغف، والممارسة الدائمة، والاستفادة من النقد البنّاء، وبناء علاقات مهنية ساعدتني على تطوير نفسي وإثبات حضوري في المجال.
س 6 هل هناك خطط مستقبلية لتكرار مثل هذه المبادرات أو توسيعها؟
نعم، هناك خطط مستقبلية بإذن الله لتكرار هذه المبادرات وتوسيع نطاقها، سواء من خلال دورات متقدمة، أو ورش عمل متخصصة، أو شراكات مع جهات مختلفة، بهدف الوصول إلى شريحة أكبر ودعم المواهب الشابة في مجال التصوير والإعلام.
س7 كيف يمكن للشباب في الجوف أن يستفيدوا من خبرتك وتجربتك؟
يمكن للشباب في الجوف الاستفادة من خبرتي وتجربتي من خلال المشاركة في الدورات وورش العمل، وتبادل الخبرات، وطلب التوجيه والنقد البنّاء، والاستفادة من التجارب العملية التي تساعدهم على تطوير مهاراتهم وبناء مسار مهني واضح في مجال التصوير.
وعلى الجانب الاخر التقينا
المدير التنفيذي لبيت الثقافة بسكاكا
أ. متعب بن عطيش الشمري وطرحنا عليه مجموعة من الاسئله لتسليط الضوء بشكل اكبر على أهمية هذا التعاون
بداية نرحب فيه استاذ متعب ونشكر لكم جهودكم في بيت الثقافة والذي أصبح منارة العلم والثقافه في منطقة الجوفس 1 ما الذي دفع بيت الثقافة إلى التعاون مع شركة أحمد عبدالواحد؟
بدايةً، نتقدم بعظيم الشكر ووافر الامتنان لشركة أحمد عبدالواحد – التصوير على جهودهم الكبيرة في بناء جيل متخصص ومحترف في مجال التصوير، والدور المجتمعي والأخلاقي الذي يضطلعون به في سعيهم الدؤوب لتحقيق هذا الهدف النبيل.
ويُعد التعاون مع شركة أحمد عبدالواحد واحدة من كبرى الشركات المتخصصة في مجال التصوير على مستوى المملكة، واستقطاب الشركات الرائدة إلى منطقة الجوف يُعد أحد المستهدفات الاستراتيجية لبيت الثقافة بسكاكا، بهدف رفع الكفاءات، وصقل المهارات، ونقل الخبرات الاحترافية إلى أبناء وبنات المنطقة.
س 2 كيف ترون أهمية هذا التعاون في دعم المصورين والمصورات بالجوف؟
نرى أن منطقة الجوف بحاجة فعلية إلى هذا النوع من الورش التدريبية المتخصصة. وقد حرصنا على أن تبدأ هذه المبادرة من الأساسيات المتينة، ثم تنطلق بعد ذلك رحلة التطوير نحو الاحتراف، من خلال سلسلة مستمرة من الورش والبرامج التي تلبي احتياجات المبتدئين والمتقدمين على حد سواء.
س 3 ما الأهداف الرئيسة التي تسعون لتحقيقها من خلال هذه المبادرة؟
تهدف المبادرة إلى تأسيس جيل جديد من المصورين والمصورات، ورفع كفاءة الممارسين المتقدمين في هذا المجال من أبناء وبنات المنطقة، بما يسهم في خلق بيئة احترافية قادرة على المنافسة وتلبية متطلبات سوق العمل.
س 4 كيف يمكن لهذا التعاون أن يُسهم في تعزيز الهوية الثقافية للجوف وربطها بالفرص الحديثة؟
لا شك أن توثيق المشاهد والفعاليات الثقافية والتراثية التي تُقام في المنطقة بأساليب احترافية وسينمائية يجعلها أكثر جاذبية للمتلقي، ويبرز الجهود المبذولة، ويُسهم في ترسيخ صورة الجوف وهويتها الثقافية في الذاكرة البصرية، وربطها بأدوات التعبير الحديثة.
س 5 ما الدور الذي لعبه مشاري المعتق في تحفيز هذه الخطوة؟
نتقدم بجزيل الشكر للأخ والمصور المتميز مشاري المعتق، الذي كان له الدور الأول في الإشارة إلى أهمية هذا التعاون، حيث قام بالربط بين بيت الثقافة وشركة أحمد عبدالواحد، ومد جسور التواصل واستقطابهم للمنطقة.
ومثل هذا الحس العالي بأهمية تنمية مهارات الشباب والشابات نحييه ونفتخر به، ونسأل الله أن يجعل ذلك في موازين حسناته.
س 6 هل هناك خطط مستقبلية لتوسيع نطاق التعاون ليشمل مجالات أخرى غير التصوير؟
في الوقت الراهن، يتركز التعاون مع شركة أحمد عبدالواحد على مجال التصوير تحديدًا، نظرًا لما يمتلكونه من خبرات واسعة ومتخصصة في هذا المجال، مع بقاء فرص التعاون المستقبلي خاضعة للتقييم وفق احتياجات البيت وتوجهاته.
س 7 ما أبرز التحديات التي واجهتكم أثناء إتمام هذه الشراكة، وكيف تم التغلب عليها؟
لم نواجه – ولله الحمد – أي تحديات تُذكر، حيث ساد التفاهم والانسجام بين الطرفين منذ البداية، مما أسهم في إتمام التعاون بسلاسة.
يمكن للشباب والشابات في منطقة الجوف الاستفادة من هذا التعاون على المدى الطويل من خلال المشاركة في البرامج والورش المتخصصة التي ينفذها بيت الثقافة، والتي تركز على بناء المهارات من الأساس وحتى الاحتراف. كما تسهم هذه المبادرات في فتح آفاق معرفية ومهنية، وتمكين المواهب المحلية، وربطهم بفرص حقيقية للتطوير والممارسة الاحترافية داخل المنطقة وخارجها.
س 8 ما الرسالة التي يوجهها بيت الثقافة من خلال هذه الخطوة للمؤسسات الأخرى في المملكة؟
تؤكد هذه الخطوة إيمان بيت الثقافة بأهمية الشراكات الفاعلة بين المؤسسات الثقافية والقطاع الخاص، ودورها في تنمية المواهب المحلية، وتمكين الشباب، ونقل الخبرات إلى مختلف مناطق المملكة. كما نأمل أن تكون هذه التجربة نموذجًا يُحتذى به في تعزيز المسؤولية المجتمعية، ودعم المبادرات التي تصنع أثرًا مستدامًا في المجتمع.
