حين تلتقي الريشة بالمغامرة: تجربة ريم أبو عجوة في أعماق البحر

جدة – ديالا علاف

في تجربة فنية غير تقليدية، تخوض الفنانة التشكيلية ريم أبو عجوة مغامرة إبداعية فريدة تنقل فيها الفن من المساحات المعتادة إلى أعماق البحر، مؤكدة أن الإبداع لا يرتبط بمكان واحد، وأن الجمال يمكن أن يولد حيثما وُجد الشغف.

وترى ريم أن الفن ليس مجرد ألوان تُوضع على لوحة، بل رحلة اكتشاف مستمرة، وحالة شعورية تعبّر فيها الروح عن دهشتها بالعالم. ومن هذا المنطلق، شاركت تجربتها مع الآخرين عبر أعمال فنية رُسمت في بيئة مختلفة، حيث يلتقي الخيال بالمغامرة، وتصبح الطبيعة جزءًا أساسيًا من العمل الفني.

ولم تكن هذه التجربة وليدة الصدفة، بل جاءت بعد رحلة من التعلم والتأهيل، إذ خضعت الفنانة لتدريبات متخصصة في عالم الغوص للحصول على الرخص اللازمة، بما يمكّنها من تنفيذ فكرتها باحترافية وأمان. وأسهم فريق بروفودايف للغوص في دعم التجربة من خلال التدريب، والمساندة الفنية، والتصوير، فيما كان الكابتن إبراهيم أبو كافته الداعم الأساسي للرحلة منذ بدايتها.

وبعد الانتهاء من مراحل التدريب، أجرت ريم عدة تجارب على الأدوات الفنية المناسبة للرسم تحت الماء، لتكتشف إمكانيات جديدة وأسرارًا مختلفة أعادت تشكيل علاقتها باللون والحركة ، ومنحت أعمالها بعدًا أعمق وأكثر ارتباطًا بالطبيعة.

وأكدت ريم أبو عجوة أن هذه التجربة جعلت الفن أكثر قربًا من البيئة وأكثر عمقًا في المعنى، مشيرة إلى أن رحلتها الفنية لا تزال مستمرة، وأن الأفكار الجريئة لا تتوقف عن مداهمة مخيلتها، في بحث دائم عن مساحات جديدة للتعبير.

وتؤكد الفنانة ريم أبو عجوة أن هذه التجربة شكّلت محطة مفصلية في مسيرتها الفنية، حيث أعادت تعريف علاقتها بالفن والطبيعة، ووسّعت من مفهوم المساحة الإبداعية خارج الإطار التقليدي. وتواصل ريم اليوم رحلتها بثقة ورؤية متجددة، حاملة معها إيمانًا بأن الفن قادر على العيش في كل مكان، وأن الإبداع الحقيقي يولد حين تتحول الجرأة إلى تجربة، والحلم إلى أثر بصري نابض بالحياة.

زر الذهاب إلى الأعلى